پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الاعتراف بقيمومة الرجل

الاعتراف بقیمومة الرجل

 

کل مؤسسة وشرکة وکل وحدة اجتماعیة لا بد وأن یکون لها رئیس ومسؤول.

حتى لو بلغ التعاون بین الأفراد الذروة فی التعاون والزمالة ولکن قیادة العمل وادارته لا یمکن أن تتم الاّ فی وجود مدیر.

ان الاسرة هی الوحدة الاجتماعیة الأکثر حساسیة والأبلغ اهمیة ولذا فإنّ وجود مدیر ومسؤول وقیم ضروری وحیاتی جداً.

حتى لو بلغ التفاهم بین الزوجین المرتبة المثالیة ولکن وجود مسؤول عاقل یزن الأمور بمیزان الحکمة أمر لابدّ منه.

فالأسرة یلزمها فرد مدبّر تکون له الکلمة النافذة والموقف النهائی ولأن الحیاة الانسانیة مسألة غایة فی الأهمیة على الصعید الاقتصادی والاجتماعی والثقافی فإنّ وجود رئیس للاسرة مسؤول عن أمنها الغذائی وأمنها الثقافی والاجتماعی أمر فی غایة الأهمیة.

ولأن الرجل بطبیعة تکوینه لا یسیطر علیه الجانب العاطفی ولأنه من هذه الناحیة فی مأمن من سیطرة العاطفی، ولأنه غالباً ما ینظر الى الأمور بعمق واتزان فقد عهد اللّه‏ سبحانه الیه مسألة قیمومة الاسرة: « الرجال قوّامون على النساء بما فضّل اللّه‏ بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم »[219].


ومن هنا یجب أن ننظر الى الرجل کقیّم على الأسرة ولکن هذه النظرة یجب الاّ یکون تحقیراً للمرأة وحظّاً من شأنها.

إنها مجرّد صیانة للکیان العائلی، الذی یلزمه رئیس ومسؤول لیس غیر.

والمرأة تعترف فی قرارة نفسها بأن استقرار الأسرة وسعادتها یتوقف على الاعتراف بمسؤولیة الرجل وقیمومته.

تقول السیدة س:

«کانت لنا نحن الایرانیین تقالید طیبة.. وللأسف أضمحلت بالتدریج.. إنّ الرجل فی الأسرة الایرانیة هو الرئیس.. اما الیوم فان هذا الوضع قد تزلزل والأسرة الیوم حائرة.. الآن وقد حصلت المرأة على حقوق مساویة للرجل فی کثیر من المیادین فلتترک زعامة الأسرة للرجل.. لتعترف برئاسته»[220].

وبالرغم من أن للرجل السیادة فی الأسرة، ولکن فی الحیاة العملیة تمارس المرأة نشاطها بحرّیة لأن للرجل همومه واهتماماته خارج البیت، فیما یبقى البیت مملکة المرأة ولا ضیر فی اعتراف الزوجة بحق زوجها فی ادارة وشؤون الأسرة.

ومن هنا یجب على المرأة الاصغاء الى اقتراحاته واحترام ملاحظاته أو التحاور معه فی شأن من الشؤون، لأن الاستخفاف به یشکل ضربة لشخصیة الرجل لا یتحمّلها الکثیرون.

یقول سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «إنَّ من خیر نسائکم التی تسمع قول زوجها وتطیع أمره».

وسألت امرأة رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم عما للرجل على المرأة من حق فقال صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم «تطیعه ولا تعصیه»[221].


وعنه صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم انه قال:

«شرّ نسائکم اللجوج»[222].

وعنه (علیه الصلاة والسلام) انه قال:

«شر الاشیاء المرأة السوء»[223].

سیدتی!

ان الاعتراف بقیمومة الرجل فی الاسرة، یعنی انک قد وضعت خطاک فی الطریق الصحیح للحیاة الزوجیة.

یجب ان تعترفی یا سیدتی إن الجانب العاطفی یسیطر على مشاعرک ومواقفک، أمّا الرجل فإن العقل یکاد یکون مهیمناً على سلوکه.. ولذا من الأفضل الاعتراف برئاسته للاسرة واستشارته، ولا تتأخری فی طاعته عندما یرى أنّ مصلحة الأسرة تکمن فی عمل ما.

إنّ سلبه هذه المسؤولیة أو محاولتک السیطرة على زمام الأمور فی العائلة سوف یعود بالأضرار البالغة على حیاتکما ومستقبلکما وکذا مستقبل أبنائکما.

وعندما یلاحظ أبناؤک أنک تتمردین على زوجک فان هیبته ستسقط وعندها سیخفق فی تربیة أولاده... أما بناتک فسیتعلّمن عدم الطاعة لأزواجهن وفی هذا ما یهدد مستقبلهن بالخطر.

اصغی یا سیدتی لزوجک..

وتأکدی انه لا یرید سوى الخیر لک ولابنائک فلا تعصیه لأن فی عصیان الزوج اثم وفی طاعته ثواب.

 

[219] النساء 4: الآیة 34.
[220] جریدة اطلاعات 17 مرداد 1351.
[221] المصدر السابق: 248.
[222] مستدرک الوسائل: 2/532.
[223] مستدرک الوسائل: 2/533.