پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

عندما تغضب المرأة

عندما تغضب المرأة

 

الغضب بشکله الهستیری واحد من الأمراض الأخلاقیة التی یصاب بها الرجل والمرأة على حدّ سواء.

وهو تلک الموجة التی یفقد المرء قدرته خلالها على ضبط النفس ازاء بعض الظواهر التی لا یستسیغها.

فقد یصادف أحدهم أمراً لا یرتضیه فیشعر بالغضب ویصرخ؛ وقد یتجاوز حدود الأدب فیستخدم لسانه ویده فی مهاجمة الآخر وقد یقوم أحیاناً بتحطیم بعض الأوانی والاشیاء المنزلیة.. وقد یصل الجنون حدوداً مدمّرة عندما یقوم المصاب بنوبة عصبیة بارتکام جریمة قتل.

یقول الامام الصادق علیه‌‏السلام: «الغضب مفتاح کل شر»[156]

ویقول النبی صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«الغضب جمرة من الشیطان»[157].

ویقول الامام علی علیه‌‏السلام:

إِیّاک والغضب فاوّله جنون وآخره ندم[158].

وهذه الظاهرة المرضیة من أخطر الآفات فی حیاة الأسرة، والتی هی بدایة تعکّر الصفاء فی أجواء الحیاة العائلیة.


وما أکثر الأسر التی تحطمت اثر نوبة عصبیة تهب کعاصفة مجنونة تطفى‏ء دف‏ء الأسرة.. قد تفقد المرأة بسبب بعض المواقف من قبیل غیاب الاحترام المطلوب أو بسبب مشاکسة الأطفال أو بسبب تکدّر علاقتها مع الجیران، تفقد السیطرة على أعصابها وتحاول أن تجد من تفرغ هذه الضغوط المجنونة فیه.

ومن هنا فأنها قد تستقبل زوجها بحدّة وتبدأ بسیل الشکوى الممزوج بالصراخ.

وعادة ما یتخذ الرجل العاقل موقفاً هادئاً ازاء توتر امرأته، ویدرک أن زوجته لم تتصرّف بهذه الطریقة إلاّ لأنها فقدت السیطرة على أعصابها.

ومن المحتمل إنّ المرأة قد تستمر فی ثورتها وتترقب ردود الفعل من زوجها حتى تصّعد من ثائرتها.

ولکن من المصلحة أن یلتزم الرجل موقفه المتعقّل ویعالج هذه الثورة بالصبر والسکوت.

ومن المؤکد أنه سیفاجى‏ء بخفوت الثورة، وعودة الأجواء إلى هدوئها السابق والمیاه الى مجاریها من جدید.

وقد تراجع المرأة موقفها الثائر وتشعر بالندم على ما بدر منها ازاء زوجها من موقف یعوزه الأدب، فتعتذر لتجد زوجها یبتسم لها وینظر الیها بحب ویسألها عن سرّ ثورتها ویسعى الى حلّ مشکلتها أو یساعدها فی ذلک.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام: «اذا غضبت فاسکت»[159].

ولکن إذا ثار الرجل فی وجه زوجته وردّ الصاع صاعین کما یقال فان العلاقة الزوجیة ستدخل مطبّاً معقداً، ولن تکون هنالک نتائج طیبة.

ان من الأفضل فی مثل هذه الحالات التزام الهدوء والصبر لأنه لا یکتب
للحیاة الزوجیة الاستمرار مالم یتحمل أحدهما الآخر، ویصبر على هیاجه فی بعض المناسبات.

ومن الجدیر ذکره إنّ هذه الظاهرة المرضیة لا تعود على نفس الانسان وروحه بالضرر بل وستطال جسمه أیضاً.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام:

«ثلاثٌ لا یهنأ لصاحِبِهنَّ عیش، الحقدُ والحسدُ وسوء الخُلُقِ»[160].

 

[156] الکافی: 2/303.
[157] بحار الانوار: 73/265.
[158] غرر الحکم.
[159] غرر الحکم.
[160] المصدر السابق.