پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

واجبات الحياة الزوجية

واجبات الحیاة الزوجیة

 

من الضروری أن یتعرّف الزوجان احدهما على الآخر بشکل دقیق ویستکشفان حیاتهما النفسیة وقابلیاتهما المتنوعة لیس من أجل الانتقاد والاستغلال السیء، ولکن بهدف التکامل وتعزیز العلاقات الأسریة وارساء نظام للتعاون وفق تلک المعرفة المتبادلة.

ومن المؤکّد ان لدى کل انسان نقاطاً من الضعف والقوة، ومن هنا فان الحیاة الزوجیة الهادفة سوف تسهم فی عملیة الاصلاح النفسی إذ لیس هناک ما هو أقرب الى المرء من زوجه ورفیق دربه.

واذا ما توفرت النوایا الطیبة فی المعرفة المتبادلة، وهدفیة استکشاف النقاط القویة والضعیفة فإن ذلک سوف یسفر عن سعی حثیث فی الاصلاح المتبادل... وفی غیر هذه الحالة فإن خطر النزاع الزوجی سوف یکون فی المرصاد خلال الطریق.. طریق الحیاة الطویل.

ونقاط النقص مطلقاً ما تندرج فی حقلین: أو جسمی وأخلاقی؛ فإذا کان النقص البدنی قابلاً للعلاج فینبغی البحث عن وسائل العلاج وفی غیر ذلک یتوجب التکیّف فی ضوء الظروف التی یفرزها هذا النقص.

واذا ما کان النقص أخلاقیاً وروحیاً، فإن طریق التفاهم من أجل الاصلاح هو الطریق المنطقی الذی ینبغی سلوکه، واذا ما استعصت الحالة وعجز المرء عن تحقیق هدفه الاصلاحی فإن غض النظر فی اکثر الاحیان یعدّ طریقاً مثالیاً من أجل صیانة الاسرة من أخطار تتهدد کیانها من الجذور.


عندما یرى الرجل مثلاً عیباً فی زوجته غیر قابل للاصلاح فإن علیه أن یتکیف وفق ذلک الظرف ویعیش مع شریک الحیاة بطریقة تکفل للاسرة الهدوء.

فقد تکون المرأة عصبیة المزاج فان ضبط النفس لدى الرجل یکون ضروریاً وحیاتیاً فی هذه الحالة لامتصاص المدّ العصبی اذا صح التعبیر وإذا کانت حساسة جداً فان علیه أن یتجنب ما یثیرها، واذا کانت غیر منظّمة فی عملها المنزلی ولم ینفع الحدیث معها فان علیه أن یضحی ویتقبّل زوجته على علاّتها والاسهام فی مکافحة اللانظام عن طریق القیام بشؤونه داخل المنزل على طریقة أخدم نفسک بنفسک!

أما اذا کانت وسواسیة متشائمة فإن على الرجل فی هذه الحالة أن یوفر لها جوّاً یبعدها عن التشاؤم وسوء الظن وبما یدخل الأمل والتفاؤل فی نفسها.

وفی کل الاحوال فإن المرء لا یمکنه أن یبرئ نفسه من العیوب لأن الکمال وحده للّه‏ ومن منحه اللّه‏ هذه الدرجة الرفیعة من المعصومین.

وما دام الانسان معرّضاً للنقص والخطأ والعیوب فان علیه الاّ ینتظر من زوجه أن یکون کاملاً مبرءً من کل عیب.

وهناک نقطة ینبغی الاشارة الیها هی أن معظم العیوب من النوع الذی یستحق التغاضی عنه واحتماله من أجل استمرار الحیاة الزوجیة بأمل وسعادة، لأن من غیر المنطقی تماماً أن یعمد المرء الى تدمیر حیاته الزوجیة من أجل عیب صغیر ونقص قابل للتحمّل والتکیف معه.. أو لیس من المؤسف أن یجعل المر من حیاته الزوجیة جحیماً لا یطاق أو أن یعمد الى تدمیر عشّه من أجل نقص ما؟!

ان المعرفة المتبادلة بین الزوجین ضروریة لبناء حیاة عائلیة فی ضوء المعطیات النهائیة حول التسلیم بوجود النقص والعیوب وتفهم ذلک من أجل هدف أسمى.


ولذا فإنه من الضروری جداً التذکیر بأنّ الحیاة الزوجیة فی مراحلها الأولى هی الأکثر حساسیة ومصیریة، ومن هنا ینبغی على المرء أن یکون فنّاناً فی التعامل مع شریک الحیاة ورفیق الدرب، انطلاقاً من جدّة التجربة لدى الطرفین.

وما یندلع من خلاف زوجی أو نزاع انما مردّه الى ان الطرفین لم یستعدّا الى هذه التجربة وفق رؤیة منطقیة تستند الى واقع الحیاة الانسانیة وطبیعة البشر.

ولذا فانهما لا یتکیفان بالشکل المطلوب فیحدث الصدام المتوقع فی أیة لحظة.

وفی حالة من السذاجة وغیاب للخبرة فی التعامل یقدم المرء على اتخاذ قرار خطیر یؤدی الى تدمیر عش الزوجیة الدافى‏ء.

إنّ قدراً من الصبر والتحمل والنظرة البعیدة للحیاة والمستقبل ووعی الاهداف العلیا للزواج تکفل للمرء استمرار ونجاح تجربة الزواج وارساء دعائم منزل مفعم بالمحبّة والسکینة والسلام.

ومن هنا نرى تأکید الشریعة السمحاء على عدم العجلة فی اتخاذ قرار الطلاق الخطیر والمبادرة الى احاطة ذویالاهتمام بما یجری وتجنب وما یؤدی الى تفکیک الاسرة وتدمیر عش الزوجیة.