پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

والرجل يتزيّن..

والرجل یتزیّن..

 

ان الاهتمام بالنظافة یشمل الجمیع وهو ضروری فی کل الظروف، إذ على الانسان ان یهتم بنظافة بدنه ولباسه، کما أن الاستحمام یعد لازماً مرّة واحدة على الأقل اسبوعیاً.

فالاغتسال وتنظیف الاسنان وترجیل الشعر والحلاقة مسائل حیاتیة بعضها أکثر من مرّة فی الیوم وبعضها یومیاً وبعضها اسبوعیاً.

کما أن ارتداء الثیاب النظیفة والجدیدة وحسب الاستطاعة یعدّ من ادبیات الشریعة الاسلامیة، ولعل اکثر الاحادیث شیوعاً فی المجتمع الاسلامی الحدیث الشریف الذی یقول:

«النظافة من الایمان»[131].

کما ورد فی الاثر أن رسول اللّه‏ رأى رجلاً أشعث فقال:

من الدین الاستفادة من نِعَمِ اللّه‏[132]؟

وقال فی مناسبة أخرى:

بئس العبد القاذورة[133].

وفی نظافة الاسنان یقول صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:


مازال جبرئیل یوصینی بالسواک[134]

ویقول الامام علی علیه‌‏السلام:

إنّ اللّه‏ جمیل یحبُّ الجمال ویحبُّ أن یرى أثر نعمته على عباده[135].

فالنظافة والجمال لا ینحصران فی المرأة فقط، بل أن الرجل أیضاً مطالب بالظهور فی هیئة حسنة وجمیلة وأن یحرص على أناقته دائماً.

من المؤسف أن نرى بعض الرجال لا یحرصون على جانب النظافة فی شخصیتهم، فهم یظهرون فی المحافل العامة فی هیئة مزریة، فقد نرى أحدهم أشعث أغبر تفوح من فهمه رائحة کریهة وتنبعث من جواربه رائحة خانقة، ولأنه لا یذهب الى الحمام فی فترات مناسبة فرائحته على الدوام منفرة.

وتکون المصیبة أکثر فیما لو عرق بسبب حرارة الجوّ أو قیامه بعمل مجهد إذ یصبح فی حالة لا تطاق! ویکون مصدر اضطهاد للآخرین!

طبعاً القاعدة أن اکثر الناس وبسبب ثقافتهم کمسلمین یهتمون بالنظافة ولکن هناک نقطة جوهریة أن هذا الاهتمام یظهر لدیهم عند عزمهم الذهاب خارج المنزل سواء للعمل أو فی المجالس والمحافل العامّة ولکنه یتضاءل الى أن یصل مستویات متدنیّة اذا ما لزموا بیوتهم.

فقلیل جداً من الرجال قد لا یرجل شعره اذا عزم على البقاء فی المنزل، ولا یرتدی حلّة نظیفة.

وقد یجلس الى مائدة الافطار دون أن یکلّف نفسه بغسل وجهه وفی باله طبعاً أن مسألة النظافة لا تکون مهمة إلاّ عندما یظهر أمام الآخرین، وفی غیاب
الآخر تغیب النظام ویختفی الاهتمام بها.

سیدی!

کما أنک لا توافق على أن تکون زوجتک وسخة مهلهلة الثیاب مشعثة الشعر، فانها تنتظر منک الذی تنتظره منها وتتوقع منک ما تتوقع منها، وترید منک ما ترید.

إنها تحب أن یکون زوجها رجلاً أنیقاً نظیفاً، وترید منه أن یظهر أمامها بهذه الصورة المحببة دائماً.

إنک عندما تهمل هذا الجانب الحیاتی فی شخصیتک تکون قد دفعتها الى النظر الى الرجال الأنیقین، وقد تتصور أنهم من نوع آخر من الرجال لا ینتمی الیه رجلها!

وستکون المقارنة بین النوعین فی غیر صالحک طبعاً بل فی غیر صالح الأسرة والحیاة الزوجیة.

سیدی!

تأکد ان رعایتک النظافة والاهتمام بالاناقة سوف یضاعف من حب زوجتک وسوف ینمو تعلّقها بک واحترامها ایاک، وانک بهذه الخطوة التی هی من آداب الاسلام دین النظافة والطهر قد أبعدت زوجتک عن مزالق کثیرة.

یقول نبینا صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«حقٌّ المرأة على زوجها أن یسدّ جوعتها وأن یستر عورتها ولا یقبّح لها وجهاً فاذا فعل ذلک فقد والله أدّى حقّها»[136].

ویقول فی مناسبة أخرى:


«لیتهیّأ أحدکم لزوجته کما یحبّ أن تتهیأ له»[137].

عن الحسن بن الجهم قال: رأیت أبا الحسن علیه‌‏السلام اختضب، فقلت: جعلت فداک اختضبت؟ فقال: نعم إنّ التهیّة ممّا یزید فی عفة النساء، ولقد ترک النساء العفّة بترک أزواجهن التهیة، ثم قال: أیسرّک أن تراها على ما تراک علیه إذا کنت على غیر تهیّة قلت: لا، قال: فهو ذاک[138].

ویقول الامام الرضا علیه‌‏السلام: انَّ نساء بنی اسرائیل خرجن من العفاف الى الفجور، ما أخرجهنَّ إلاّ قلّة تهیئة أزواجهنَّ.

وقال: انّها تشتهی منک مثل الذی تشتهی منها[139].

 

[131] بحار الانوار: 62/29.
[132]  الشانی: 1/308.
[133] الشانی: 1/308.
[134] المصدر السابق: 1/210.
[135] المصدر نفسه: 1/212.
[136] بحار الأنوار: 103/254.
[137] مستدرک الوسائل: 2/559.
[138] وسائل الشیعة: 14/183.
[139] بحار الاناوار: 76/102.