پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

لا تصغوا الى فحيح الافاعي!

لا تصغوا الى فحیح الافاعی!

 

من الصفات القبیحة الرائجة بین الناس هو اغتیاب الآخرین وما یتفرع عنه من نمیمة وبهتان..

ومثل هذه الظواهر المرضیة تفرز فی کثیر من الاحیان التشاؤم والنفاق والعداوة؛ وعندها تنقلب العلاقات الاجتماعیة من محبّة وتکافل الى أحقاد وتباغض ونزاع کما أن أکثر الضحایا عرضة لهذه الأسالیب الدنیئة هی الأسرة.

فالاسرة التی یریدها اللّه‏ سبحانه أن تکون عشاً دافئاً للانسان تستحیل الى میدان للصراع والنزاع الذی تکون نتائجه وخیمة فی العادة. ومن المؤسف أن تشیع هکذا ظواهر فی مجتمعنا بحیث یصبح دیدن الجمیع فی المحافل الاجتماعیة.. خاصّة المحافل النسویة.

وقد یأخذ الحماس بعضهن الى التسابق فی میدان الاغتیاب وفضح عیوب الناس.

ولا تعدم المرأة فی الغالب وسیلة للنیل من کرامة الآخرین فهناک موضوعات کثیرة تبدأ من شکل الانسان ولونه وتنتهی ببعض صفاته مروراً بنوع عمله ومستواه العلمی.

وهذه الکلمات التی تثرثر بها النسوة فی المحافل ما هی إلاّ سموم قاتلة ربّما اخطر من الفیروسات.. لأن الفیروسات تفتک بالاجسام أما الکلمات السامّة فانها تفتک فی الارواح والنفوس والقلوب.


تستنکر احداهن زواج الأخرى لتقول لها:

ـ کیف تزوجت من صانع أحذیة؟!

ـ الم تجدی زوجاً غیر هذا السائق..

وقد یتخذ الکلام طابع الشفقة فتقول مثلاً:

ـ أنت مسیکنة زوجک فی حالة سفر دائم.. مهنة السائق مهنة شاقة.. شاقة على المرأة أکثر من الرجل!

وقد تقول امرأة:

ـ زوجک فقیر لا یملک شیئاً.. کان بامکانک الزواج من رجل ثری اذن لتمتعتی بالحیاة أکثر!!

أما اللاتی یبهرهن الجمال، فملاحظاتهن تکون حول الشکل والهندام هذا قصیر.. ذاک دمیم.. هذا قروی والى آخره.

ومن المؤسف أننا لا نجد من یفکّر بعاقبة مثل هذه السموم لأن المرأة فی العادة سریعة التأثر بما یقال.. وتستحیل الکلمات التی تسمعها بذوراً سامّة لا تنبت الاّ شوکاً.. وعادة ما تتفاعل المرأة مع أیة کلمة تسمعها خاصة من اترابها.. حتى أننا نجدها تعید النظر الى زوجها فی ضوء ما سمعته من ثرثرة تافهة غیر مسؤولة.. إن المرأة التی لا عمل لها سوى الثرثرة وانتقاص الآخرین ما هی إلاّ شیطان فی صورة انسان بل إنها أکثر خطراً من الشیطان!!

یقول رسول الانسانیة والمحبة نبینا صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «یا معشر من أسلم بلسانه ولم یخلص الایمان الى قلبه! لا تذمّوا المسلمین، ولا تتبعوا عوراتهم، فانّه من تتبّع عوراتهم تتبّع اللّه‏ عورته، ومن تتبّع اللّه‏ عورته یفضحه ولو فی بیته»[101].


وکثیراً ما تجهل المرأة التی تسمع ثرثرة النساء الدوافع التی تقف وراء انتقاص زوجها فهی لا تعرف ان تلک المرأة التی انتقصت زوجها تحسدها على حیاتها الجدیدة فترید تنغیصها.

إننا نستطیع أن نعثر على عشرات الدوافع المریضة فی مثل هذه الکلمات المسمومة ولن نجد دافعاً خیّراً أبداً.. دافعاً یهدف الى مصلحة المرأة فی حیاتها الزوجیة.

وما أکثر ما أدت مثل هذه الکلمات الى نتائج مؤسفة أهونها الطلاق. والکلمات الخبیثة قد لا تؤثر بسرعة ولکنها تبقى تمدّ جذورها فی تفکیر المرأة وتساعد الظروف على تجذّرها لتعطی ثمارها المرّة والقاتلة بعد مدّة[102].

سیدتی!

احذری هذه الافاعی السامّة.. احذری الکلمات المعسولة البرّاقة أن هؤلاء الذین ینتقصون زوجک یریدون تحطیم حیاتک عن عمد أو جهل فلا تصغی لهذه المرأة أو ذاک الرجل أبداً.

أقرأی هذا الخبر:

امرأة تدعى ... وفی دفاعها أمام المحکمة تقول کان فلان لا یترک فرصة إلاّ
وانتقص فیها من زوجی.. یردد دائماً: زوجک لا یلیق بک.. لا ینفعک تطلقی منه حتى أتزوجک..

فوسوس الشیطان لنا أن نقتل زوجی[103].

سیدتی!

وأنت أیضاً یا سیدی!

اذا اردتما السعادة لنفسیکما ولأبنائکما فاقطعوا الطریق على کل هؤلاء المنافقین.. النمامین والمغتابین أنهم أخطر من الجراثیم الفتاکة انتهرا کل من یوسوس لکما ویتظاهر بالترحّم علیکما..

وثقا انکما تخرسان بذلک شیاطین الانس، فلا تصدقا أبداً صداقة من لا یتورع عن ذکر امرکما بسوء.

انه یرید تدمیر حیاتکما فقط وسرقة کنز السعادة الذی ینتظرکما فی الحاضر والمستقبل.

 

[101] بحار الانوار: 57/218، کتاب السماء والعالم ج57.
[102] من مشاهداتی الشخصیة زواج فتاة من شاب وکانت الفترة الأولى زاخرة بالسعادة بسبب الحب الذی ربط بینهما، وما لبث الحاسدون والحاسدات أن بدأوا بثّ سمومهم:
ـ انت جمیلة جداً فکیف تزوجت من هذا الأصلع الهزیل والذی یشبه عود الثقاب؟!
ـ انت فتاة مثقفة وتتزوجین من شخص سائق؟! کیف تعیشین معه؟
ـ عشرات یتمنونک انه لا یلیق بک.
وبعد عشرة أعوام حصل الطلاق الذی جاء بعد حیاة قلقة یتخللها النزاع الدائم ولم تفکر الفتاة بمصیر طفلیها الصغیرین. المترجم.
[103] جریدة اطلاعات 27 آبان 1350ه.ش.