پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

المرأة والخروج من البيت

المرأة والخروج من البیت

 

تتضمن الکتب الفقهیة والرسائل العملیة مقولة حول عدم جواز خروج المرأة من المنزل الاّ بإذن زوجها، واذا ما فعلت خلاف ذلک فان خروجها یعدّ ارتکاباً للمعصیة.

ومعظم الفقهاء یفتون بذلک ویعدّون خروجها بدون إذن نشوزاً، وهم یستندون فی ذلک الى طائفة من الاحادیث منها:

«نهى رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم امرأة عن الخروج الاّ بإذن زوجها» وقوله صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«نهى ان تخرج المرأة من بیتها بغیر زوجها، فإن خرجت لعنها کل ملک فی السماء وکل شیء تمر علیه حتى ترجع الى بیتها»[123].

ولذا یعتبر الرجل واستناداً الى فتوى الفقهاء الإذن فی خروج زوجته من المنزل حقاً مشروعاً وعدم التزام الزوجة بذلک تجاوزاً على حقه.

وبشکل عام لا یمکن انکار ذلک، ولکن یعض بعض الرجال یستغلون هذا الحق بشکل تعسّفی الى الحدّ الذی یفرضون فیه على ازواجهم حیاة تشبه حیاة السجناء..

وهذا الاتجاه من الاستغلال سوف یصطدم بطبیعة الحال بحق المرأة فی الحرّیة التی هی أیضاً أصل مشروع للانسان ذکراً وانثى.. إنّ على الرجل أن
یتذکر دائماً إنّ الاحادیث وإن کانت تصبّ فی هذا المعنى الذی یمنح الرجل الحق فی منع زوجته من الخروج، ولکن هذا النهی الذی یخاطب المرأة لیس مطلقاً وقابلاً للتنفیذ والتطبیق على الدوام.

ان الرجل یستطیع ممارسة حقه مع مراعاة مسائل اخرى من قبیل أن لا یأخذ هذا المنع شکلاً من اشکال الظلم والتعسّف.

وعندما یستحیل هذا الامتیاز الى وسیلة لظلم المرأة فإنه یدخل فی دائرة الحرام حینذٍ.. صحیح إن سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم یقول:

«من کان له امرأة تؤذیه لم یقبل اللّه‏ صلاتها ولا حسنة من عملها حتّى تعینه وترضیه وإن صامت الدهر وقامت واعتقت الرقاب وانفقت الأموال فی سبیل اللّه‏ وکانت اوّل من ترد النّار»[124].

ولکن من الظلم الصارخ حبس المرأة فی البیت وتحویل البیت الى قفص أو سجن.

لأن الرجل مطالب بانتهاج اسلوب فی العشرة یوفر للمرأة حسن المعاملة ویشعرها بدفٔالحیاة الزوجیة، وهذا أمر یؤکده القرآن الکریم فی قوله تعالى: « وعاشِرُوهُنَّ بالمعروف »[125].

کما انّ الاحادیث الشریفة تصبُّ فی هذا المنحى، وعلى هذا فان على الرجل الاّ یستغل حقه ویستعرض عضلاته ویقوم باعتقال زوجته وشریکة حیاته.. انه یستطیع ذلک فی حالة واحدة أن یؤدی خروجها مثلاً الى مفاسد اجتماعیة واخلاقیة.


وهذا التشریع الذی منح للرجل الحق فی نهی زوجته من الخروج قد جاء بناءً على تحمل الرجل مسؤولیة وأعباء وادارة الاسرة وحمایة المرأة والابناء.

ومن هنا فان الرجل اذا کان واثقاً من زوجته فلا ینبغی له منعها من الخروج بدون عذر شرعی وعرفی خاصّة اذا أرادت المرأة زیارة أهلها وتفقد ذویها.

سیدی!

ان زوجتک انسان وهل ککل الناس تنشد الحرّیة فلماذا تحاول حرمانها من حقوقها المشروعة دون مبرّر؟!

لماذا تعرّض أجواء الأسرة الهادئة الى التوتر؟

لماذا هذا التشدّد والتعسّف فی معاملة انسان یعیش معک تحت سقف واحد؟

اتق اللّه‏ یا أخی وتذکر أن التوازن فی استخدام هذا الامتیاز سوف یوفر لکما حیاة دافئة مفعمة بالسعادة والأمل.

فلیس المطلوب منحها حرّیة مطلقة تفعل ما تشاء وتخرج متى تشاء وتعود متى تشاء.

کما لیس من المعقول ان تسلبها نعمة الحرّیة فتقیم حولها ستاراً حدیدیاً یحرمها من رؤیة النور.. انها انسان والانسان اجتماعی بالطبع..

وزوجتک هی القلب الذی ینبض بحبک فلا تجعل هذا الوهج الدافئ المضیء ینطفئ فیجثم الصقیع ویخیم الظلام فی بیت الزوجیة.

 

[123] وسائل الشیعة: 20/211.
[124] المصدر السابق: 163.
[125] النساء: الآیة: 19.