پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس التاسع و الأربعون العقائد في الإسلام

 الدرس التاسع و الأربعون
العقائد فی الإسلام

تتنوع التعالیم الإسلامیة إلی نوعین: العقائد، و الوظائف .. و تسمی العقائد «اصول الدین» بینما تسمّی الوظائف «فروع الدین».

و فروع الدین هی تلک الأوامر و النواهی، وهی المسؤولیات التی القیت علی عاتق الإنسان من جانب الشرع .. وهی تنقسم بدورها إلی ثلاثة أصناف:

الأخلاق، العبادات، الأحکام و القوانین غیر العبادیّة التی تسمّی بالمعاملات .. و نحن لا یمکننا فی هذا الکتاب أن نبحث فیه بشکل مفصّل، ولکن یمکننا أن نشیر إلی بعضها بصورة مضغوطة.

القسم الأول: اصول الدین وهی عقائد خاصّة یکون الإیمان بها ضروریاً و واجباً، و تعدّ من قواعد الإسلام، و تسمی «اصول الدین» مثل الإعتقاد بوجود الله، و الإعتقاد بالمعاد و الحیاة الاخرویة، و الاعتقاد بالنبوة و برسالة النبی محمّد صلّی الله علیه و آله، و تعتبر الشیعة أصل الإمامة أیضاً من العقائد و یعد اصطلاحاً من اصول المذهب.

إن العقائد المذکورة تعتبر من اسس الإسلام و قواعده، وهی بالتالی تشکّل النظرة الإسلامیّة العامّة إلی الحیاة.

إن الوظائف و التکالیف قائمة علی هذه الاسس و المسماة باصول الدین، و تنشأ من هذه الرؤیة و النظرة.

فی مثل هذه الرؤیة یشعر المرء بالمسؤولیة تجاه رب العالمین، و یقبل برامج الشریعة و تکالیفها التی زود بها الأنبیاء و الرسل بهدف ضمان السعادة الدنیویة و الاخرویة.

و یمکن تقسیم المسائل الإعتقادیة هی الاخری إلی صنفین: اصول العقائد. فروع العقائد.

و اصول العقائد هی تلک الامور التی یتوقف تحقق الإیمان و الإسلام علی الیقین بها، و ذلک مثل الاعتقاد بوجود الله، و الاعتقاد بالمعاد و الحیاة الاخرویة، و الإعتقاد بنبوة رسول الإسلام محمّد صلّی الله علیه و آله.

و فروع العقائد عبارة عن المسائل الفرعیة التی من اصول العقائد مثل تفاصیل و خصوصیات المسائل المرتبطة بأسماء الله و صفاته، الثبوتیة و السلبیة، و خصوصیات الأوصاف و القضایا المتعلقة بالقیامة، من قبیل الحیاة فی عالم البرزخ، السؤال و الجواب فی القبر، کیفیة إحیاء الموتی للقیامة، صحیفة الأعمال، الحساب، المیزان، الصراط، نعم الجنة، عذاب جهنم،و مثل صفات النبی، و الشروط المتعلقة به، کالعلم، و العصمة، و الاعجاز و مثل مسألة الجبر و الإختیار، و القضاء و القدر، و البداء، و الشفاعة و غیر ذلک من المسائل المشابهة.

إن القضایا و المواضیع الاعتقادیة تحظی فی نظر الإسلام بأهمیّة خاصة، کما أن لها أثراً کبیراً و هامّاً فی نوعیة الحیاة، و کیفیتها.

وهنا لابدّ من الإشارة إلی عدة مسائل علی نحو الاختصار و الإیجاز:

المسألة الأولی: ان الوظائف و التکالیف الشرعیة و الأوامر و النواهی التی لها دور کبیر فی ضمان سعادة البشر الدنیویة و الاخرویة تقوم ـ کما أسلفنا ـ علی أساس العقائد، و تنشأ منها، و من هنا یمکن ان نعتبر العقائد موثرة فی مصیر الإنسان.

هذا و یستفاد من الآیات و الأحادیث أنّ الایمان و العقیدة یمکن أن یکونا مؤثرین فی ضمان سعادة الإنسان من جهتین اخریین.

الجهة الاولی: ان تحصیل العلم و المعرفة و الایمان یعد من الأعمال الباطنیة النفسیة، کما و تعدّ من أفضل العبادات، و لیست العبادة منحصرةً فی الأعمال و الحرکات الظاهریة بالمعروف ان التعقل و التفکر، و اکتساب العلم عدّت فی الإسلام أیضاً من العبادات، و العوامل الموجبة للتقرب.

إن العلوم و المعارف الحقیقیة تترک أثراً مباشراً فی النفس، و تعمل علی ترقیتها فی مدارج الکمال تدریجاً حتی تصل بها إلی مقام القرب الآلهی.

بل حتی فی العبادات یمکن أن یقال أن ما یوجب منها التکامل و التقرب، و یبقی خالداً هو تلک الآثار التی تبقی فی النفس.

و فی الآیات و الأحادیث عدّ العلم و الایمان أیضا ضرباً من الکمال و العبادة کذلک وها نحن ندرج هنا بعض النماذج فی هذا المجال:

قول الله تعالی: (اللّهُ الّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنَ اْلأَرْضِ مِثْلَهُنّ یَتَنَزّلُ اْلأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلى‏ کُلّ‏ِِ شَیْ‏ءٍ قَدیرٌ وَ أَنّ اللّهَ قَدْ أَحَاطََ بِکُلِّ‏ِ شَیْ‏ءٍ عِلْمًا).(1)

(أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنّما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ الْحَقُّ کَمَنْ هُوَ أَعْمَى‏ إِنّما یَتَذَکّرُ أُولُوا ْ اْلأَلْبَابِ).(2)

(یَرْفَعِ اللّهُ الّذِینَ آمَنُوا ْ مِنْکُمْ وَ الّذِینَ أُوتُوا ْ الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ).(3)

(وَ لِیَعْلَمَ الّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَیُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنّ اللّهَ لَهادِ الّذِینَ آمَنُوا ْ إِلى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ).(4)

وعن ابن نباتة قال قال أمیرالمؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام: تعلّموا العلم فان تعلّمه حسنة، و مدارسته تسبیح، و البحث عنه جهاد، و تعلیمه لمن لا یعلمه صدقة، وهو أنیس فی الوحشة و صاحب فی الوحدة، و سلاح علی الأعداء، و زینُ الأخلّاء، یرَفع الله بِه أقواماً یجعلهم فی الخیر أئمة یقتدی بهم، تُرمَقُ أعمالهم، و تقتبس آثارهم، ترغب الملائکة فی خلّتهم، یمسحونهم بأجنحتهم فی صلاتهم، لأنّ العلم حیاة القلوب، و نور الأبصار من العمی، و قوّة الأبدان من الضعف، و ینزّل الله حامله منازل الأبرار، و یمنحه مجالسة الأخیار فی الدنیا و الآخرة.

بالعلم یطاع الله و یعبد، و بالعلم یعرف الله و یوحّد، و بالعلم توصل الأرحام، و به یعرف الحلال و الحرام، و العلم امام العقل و العقل تابعه یلهمه الله السعداء و یحرمه الأشقیاء.(5)

قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: یا مؤمن إنّ هذا العلم و الأدب ثمنُ نَفسِک فاجتَهد فی تَعلّمهما فما یزیُد فی عِلمِکَ و أدَبِکَ یزیُد فی ثَمَنِکَ و قَدرِک، فانَ بِالعِلم تَهتَدِی الی رَبّکَ و بالأدَبِ تُحِسنُ خدِمةَ رَبِّکَ، و بأدَبِ الخِدمةَ یَستوجبُ العِبد ولایته فَاقبل النصیحة کی تَنجو مِنَ العَذابِ.(6)

 

و قال الامام الصادق علیه السلام: أفضَل العِبادَةِ العِلمَ بالله و التواضع له.(7)

هشام بن الحکم عن ابی الحسن بن موسی بن جعفر علیه السلام (فی حدیث إلی ان) قال: یا هِشام ما بَعَث الله أنبیاءَهُ و رُسُله إلی عباده إلّا لیَعقِلوا عن الله، فأحسنُهم إستجِابَةً أحسَنُهُم مَعرِفةً، و أعلَمُهُم بأمِر الله أحسَنُهُم عِقلاً، و أکمَلُهُم عَقلاً أرفَعُهُم دَرَجَِة فی الدُنیا و الآخِرَة.(8)

الجهة الثانیة: إن وجود الإیمان و العقیدة لازم و ضروریّ لتحقّق قصد الإخلاص، وقصد الإخلاص هو الآخر من الشروط الحتمیة لصحة العبادة و المقرّبیة .. و لهذا إذا لم یکن الایمان لم تتحقق العبادة و الثواب أیضاً.

المسألة الثانیة: وسائل المعرفة ـ یری الإسلام و القرآن إمکان معرفة الحقائق، یعنی تحصیل العلم القطعیّ للإنسان، ولکن لا بصورةٍ مطلقةٍ، و شاملة لجمیع الأشیاء، بل بصورةٍ محدودةٍ مقتصرةٍ علی طائفة من الأشیاء.

إن القرآن یری أنّ فی مقدور الإنسان أن یحصّل علماً قطعیاً ببعض الحقائق، و لهذا یدعو الناس فی آیات عدیدة إلی المطالعة و النظر فی الأرض و السماء و الجبال و البحار و الأشجار و النباتات و الحیوان و الإنسان، و التفکیر و التأمل فیها لیصلوا عن هذا الطریق إلی وجود خالق الکون، و معرفة أسمائه و صفاته .. فإذا لم تکن معرفة الله ممکنة لم یدع الإنسان إلی هذا الأمر.

والآن یجب أن نری ما هی أدوات المعرفة؟

یمکن تحصیل العلم و المعرفة من عدة طرق هی:

الوسیلة الاولی: الحواس یعنی حاسة البصر، و السمع، و الذوق، والشمّ، و اللّمس، فبهذه الوسائل و الحواسّ یمکن الإرتباط بالعالم الخارجی و إدراک الأشیاء.

 

نعم یمکن إدراک الأشیاء المادیّة فقط بواسطة الحواسّ بینما لا تقدر الحواس علی إدراک المجرّدات .. ولذا لا یمکن معرفة الله تعالی عن طریق الحواس بصورةٍ مستقیمةٍ .. ولکن یمکن أن تفید فی مطالعة الآفاق و الأنفس.

الوسیلة الثانیة ـ القلب و العقل: یرید القرآن من الإنسان فی آیات عدیدة أن ینظر فی الأرض و السماء و یستخدم عقله فی التعرف علی الحقائق حتی یتوصّل من هذا الطریق إلی خالقها.

یقول فی القرآن الکریم: (قُلِ انْظُرُوا مَا ذَا فِی السَّماوَاتِ وَ اْلأَرْضِ وَ ما تُغْنِی اْلآیَاتُ وَ النّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ).(9)

(أَفَلَمْ یَسِیرُوا ْ فِی اْلأَرْضِ فَتَکُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ یَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذانٌ یَسْمَعُوُنَ بِهَا فَإِنّهَا لاَ تَعْمَى اْلأَبْصَارُ وَ لکِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الّتیِ فِی الصّدُورِ).(10)

ان القرآن لیس فقط یعتبر العقل، و یدعو الإنسان إلی التعقل و التدبّر، بل یقوم هو أحیاناً بالبرهنة و الإستدلال العقلی.

و نذکر علی سبیل المثال ما یلی:

(لَوْ کَانَ فِیهِمَا آلِهَةٌ إِلاّ اللّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحَانَ اللّهِ رَبّ‏ِِ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ).(11)

(مَا اتّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مَا کَانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذًا لَذَهَبَ کُلّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ سُبْحانَ اللّهِ عَمَّا یَصِفُونَ).(12)

الوسیلة الثالثة ـ تصفیة النفس و تزکیتها: إنّ من الوسائل التی یمکن عن طریقها تهیئة النفس و تأهیلها لتصیر قابلةً و مستعدّةً لإلقاء بعض الحقائق إلیها من عالم الغیب هی تزکیة النفس و تهذیبها و تصفیتها.

إذا تزوّد الإنسان بالتقوی .. واجتنب المعاصی ثم ربّی نفسی بالإجتهاد فی العبادة و ذکر الله سبحانه أمکن أن یصیر محلاً للألطاف الآلهیة و قابلاً لإلقاء بعض الحقائق إلیه.

و بهذه الطریقة یمکن أیضا رؤیة بعض الحقائق بوضوح، ولکن سلوک هذا الطریق صعب جداً، و غیر متیسّر للجمیع، ولا یتسنی لکل أحد. ولکنه ممکن لأهله کما انه یفید الیقین.

یقول فی القرآن الکریم: (وَ نَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَها فُجُورَهَا وَ تَقْواها . قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکّاهَا . وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا).(13)

(یَا أَیّهَا الّذِینَ آمَنُوا ْ إِنْ تَتّقُوا ْ اللّهَ یَجْعَلْ لَکُمْ فُرْقانًا وَ یُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ).(14)

الوسیلة الرابعة ـ إخبار الأنبیاء و المعصومین و أولیاء الله: إن الإسلام و إن کان یؤکّد علی تحصیل الإیمان عن طریق النظر و التدبر فی الآفاق و الأنفس، و التعقل و التفکر، و استخدمت الإستدلالات العقلیة فی القرآن و الأحادیث أیضاً ولکن طریقه الأنبیاء جرت فی کثیر من الأحیان علی دعوة الناس إلی الایمان من دون إقامة البرهان لهم.

الوسیلة الخامسة: إیحاءات الوالدین و المعلم: إنّ الإیمان لدی الکثیر من الأشخاص نابع من إیحاءات الوالدین و المعلمین و المربّین.

فالأولیاء و المربّون یعرّفون الأطفال بلفظة الجلالة: «الله» منذ عهد الطفولة

 

و الصبا، ثم یلقنونهم اصول الدین بلغةٍ بسیطةٍ، تناسب مدارکهم و عقولهم، أو یعلّمونهم قصائد طفولیّه فی هذا المجال. ثم یعلّمونهم قراءة سورة الحمد و بعض السور القصار، ثمّ یعلّمونهم الصلاة.

ان الطفل یتعوّد علی هذه الامور و البرامج تدریجاً و یؤمن بوجود الله و بالنبّی و المعاد و الإمامة فی مثل هذه البیئة.

إن الإیمان عند الکثیر من الأشخاص یحصل من هذا الطریق، و حیث أنه یطابق الحق و یقترن بالیقین فهو صحیح لا إشکال فیه، و یعدّ صاحبه مؤمناً بلا ریب، لأنه لا یشترط فی تحقّق الإسلام و الایمان أکثر من أن یکون إیمان الشخص عن جزم و یقین، وهو حاصل فی هؤلاء.

(المسألة الثالثة): مقدار ما یعتبر فی حصول الأیمان: هل یشترط فی تحقّق الإیمان أن یؤمن الإنسان بجمیع العقائد عن جزم و یقین، و أن یکون إیمانه عن طریق الأدلّة العقلیة و البراهین الفلسفیة؟ أم لا یعتبر هذا، بالمعروف لابدّ من التفصیل، و الفرق.

لقد علمتم ـ قبل هذا ـ أنّ العقائد علی صنفین: أصول العقائد، و العقائد الفرعیة.

فبالنسبة إلی اصول العقائد لابدّ من الجزم و الیقین، ولا یحصل الایمان بها ولا یتحقق من دون ذلک الیقین و الجزم، من أی طریقٍ حصل هذا الیقین، و تحقق هذا الجزمُ، سواء حصل علی أثر دعوة الأنبیاء أو إیحاءات الأبوین و المعلم و تلقیناتهم.

ولقد طرح رسول الإسلام فی بدء دعوته، صدقه و امانته و ذکّر بهما، ثم قال: والله لتَموتونَ کما تنامونَ، و لتُبَعثوَن کما تستیقِظونَ.(15)

وعلی کلّ حالٍ فإنّ نبیّ الإسلام و غیره من الأنبیاء غالباً ما کانوا یبیّنون العقائد الحقة للناس، و یدعونهم إلی الإیمان بها .. وکان الناس یقبلون دعوتهم، و یعتنقون تلک العقائد ثقةً بصدقهم و امانتهم..

ولقد اتبع اکثر الناس، الرسل و الأنبیاء من هذا الطریق .. ولقد کان إیمان هذه الطائفة من الناس عن علمٍ و یقین، ولکن منشأ هذا الیقین کان هو دعوة الأنبیاء الجازمة و بیانهم القاطع، ولم یکن ذیمان هؤلاء الأتباع إیماناً ناقصاً، بل هو إیمان ـ فی الأغلب ـ یفوق فی العمق و القوة إیمان من یعتمد علی الإستدلال الفلسفیّ و لهذا لا یوجب مثل هذا الایمان ای نقصٍ فی کمالاتهم، و سعادتهم الاخرویة.

بناءً علی هذا یمکن إعتبار دعوة الأنبیاء القاطعة الجازمة إحدی الطرق و السبل المورثة لتحصیل العلم و الإیمان.

نعم لا یساوی إیمان هذه الطائفة إیمان المقلّدین لآبائهم و أجدادهم الّذی ذمّه القرآن و شجبه مراراً و تکراراً .. لأنّ هؤلاء یقبلون دعوة الأنبیاء الحقة، و بهذا یحصل عندهم یقین لا یحتملون معه الخلاف ایضاً.

ولکن الذی یقلّدون لیسوا هکذا، بل هم یقبلون مجموعة من العقائد الباطلة من آبائهم بمجرد الحدس و الظن، و مع انهم یحتملون خلافها، لا یفکرون فی تمحیصها و التحقیق فیها.

علی أنّ هذه الحقیقة لاتقبل الإنکار وهی: أنّ الإیمان النابع عن الأدلّة العقلیة یتمتع بقوة و تماسک، و بقیمة اکبر، ولکن لا یشترط أن یکون حاصلاً من هذا الطریق حتماً، بل یمکن الإکتفاء فی هذا المجال بالرجوع إلی سائر الامور المفیدة، و استخدام سائر الأدوات التی تورث الایمان الصحیح.

ولکن إذا کان شکّ أحد فی شیء من اصول العقائد وجب علیه أن یزیل شکّه و تردّده بالفحص و التحقیق، و بالإستفادة من البراهین العقلیة.

و أما بالنسبة إلی العقائد الفرعیة فلیس هناک دلیل علی وجوب تحقیق القطع بها و تحصیله، بل یمکن الإکتفاء فیها بالادلة الظنیة مثل أخبار الآحاد.

نعم تعدّ هذه العقائد من معارف الإسلام أیضاً، و یکون تحقیق الیقین و القطع فیها مفیداً، وهی تعدّ من الکمالات النفسیة و ینبغی للمؤمنین أن یجتهدوا فی هذا السبیل أیضاً، ولکنه علی کلّ حالٍ لا یعتبر من الشرائط الضروریّة للإیمان.


فکّروا و أجیبوا

1ـ علی أیّ أساسٍ تقوم التکالیف الشرعیة؟

2ـ وضّحوا اصول العقائد و فروعها.

3ـ ما هی ثمار اصول العقائد و آثارها ما عدا کونها وسیلة للشعور بالمسؤولیة؟

4ـ عرّفوا أدوات المعرفة و وضحوها.

5ـ ما هو رأی القرآن فی اعتبار الأدلة العقلیّة؟

6ـ فی أی موضع من القرآن اشیر إلی الدلیل العقلی؟ وضحوا ذلک.

7ـ ما قیمة إیمان من قبل دعوة النبی فی بعض اصول العقیدة؟

8ـ هل یشترط الیقین و الجزم فی العقائد الفرعیّة أیضاً؟ و لماذا؟

9ـ ماذا یجب علی من شکّ فی بعض اصول العقائد؟ و لماذا؟

 

1 ـ الطلاق 12.
2 ـ الرعد : 19.
3 ـ المجادلة 11.
4 ـ الحج 54.
5 ـ بحار الأنوار ج 1 ص 166.
6 ـ بحار الأنوار ج 1 ص 180.
7 ـ تحف العقول ص 383.
8 ـ الکافی ج 1 ص 16.
9 ـ یونس 101.
10 ـ الحج 46.
11 ـ الأنبیاء 22.
12 ـ المؤمنون 91.
13 ـ الشمس 9 ـ 11.
14 ـ الانفال 29.
15 ـ بحار الأنوار ج 18 ص 197. قال النبی(ص): «أیّها الناس إن الرائد لا یکذب أهله ولو کنت کاذباً لما کذبتکم».