پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الملحق الثاني

 

الوفاق الزوجی

اساس التماسک الاجتماعی

استطلاع مجلة الطاهرة / طهران

الوفاق الزوجی اساس التماسک الاجتماعی

 

واقع الاسرة الاسلامیة وعلاقة الزوجین فیها، هل هو انعکاس صادق وبصورة دائمه ‏لمفهوم الاسلام للاسرة والعلاقة الزوجیة؟

ان أرقى مفهوم للعلاقة الزوجیة، هو المفهوم الذی یعبّر عنه القرآن الکریم بقوله تعالى: « ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا الیها وجعل بینکم مودة ورحمة إنَّ فی ذلک لآیات لقوم یتفکرون » (الروم 21).

فالعلاقة الزوجیة فی التصوّر الاسلامی (وان کانت ثمرة عقد بین الطرفین) تخضع لموجبات هذا العقد فی الحقوق والواجبات المترتبة على کل منهما، إلاّ انها تهدف الى غایات تتجاوز حدود هذا العقد وموجباته، ذلک بأن تغدو هذه العلاقة، اطاراً حیویاً یمارس فیه الطرفان، السعی الدائم للاندماج والتغلّب على الاختلافات النفسیة والجسدیة والتربویة وصولاً الى تحقیق هذه الزوجیة الرحیمة، أی العودة الى الأصل، اذ هما أصلاً، فی التصور القرآنی من نفس واحدة.

ولأهمیة التعاون بین الزوجین وتجاوز أی خلاف أو صراع ینشأ فی الاسرة ویؤدی الى تفتیتها وبالتالی التأثیر على التماسک الاجتماعی ککل، قمنا باستطلاع آراء بعض الشرائح الاجتماعیة ذات الثقافات المتفاوتة، لمعرفة مدى الخطورة التی شکلّها عدم التوافق الزوجی على الاسرة والابناء والمجتمع على حد سواء.

الصلح خیر للأمة والمجتمع:

صاحب الحیدری ـ 54 عاماً ـ عالم دین:

أصغر جماعة بشریة، تتألف من رجل وامرأة، تجمعهما أمور مشترکة کثیرة، ویلتقیان فی الآمال والآلام، وجعل اللّه‏ بینهما مودة وسکناً حتى یکاد أن یکونا مخلوقاً واحداً، وجسداً واحداً، وفی ذات الوقت یکون الزوجان النواة الأولى للمجتمع، واللبنة الأساسیة فی الکیان الاجتماعی، ومع ذلک فکثیراً ما یقع الخلاف بین الزوجین لأسباب عامة وامور خاصة وعوامل شخصیة ووجهات نظر معینة فتسوء علاقتهما، وتضطرب الحیاة الزوجیة، وینشأ النزاع، وتضطرب الامور، ویعمّ النکد فی البیت، وقد یکون السبب فی تفاقم الاوضاع عائداً إلى أحد الزوجین، فیعتبره مهماً واساسیاً ومطلباً جوهریاً، کالجمال وطلب الاطفال وتعدد الزوجات وغیر ذلک، مما ینتج عنه النشوز من الزوج، أو المیل الى غیرها، مما یوقع الزوجة فی الخوف والاضطراب والظلم والقلق ویهدّد کرامتها وکرامة اسرتها، وتقع الجفوة بین الزوجین، وقد یؤدی ذلک الى هجرة للزوجة أو طلاقها، أو ترکها معلّقة، لا هی زوجة ولا هی مطلقة، فأمر اللّه‏ تعالى أولی العقل والنهى، وذوی القربى والرحم وأهل الصلاح والاصلاح أن یتدخلوا بین الزوجین ویصلحوا شأنهما ویزیلوا الخلاف بینهما، ویرفعوا الظلم والحیف من أحدهما، ویساعدوا الطرفین فی ایجاد السبل المتنوعة لحل الأزمة بینهما، ویثیروا فیهما جوانب الخیر، ویذکّروهما بأحکام الشرع، فیتنازل الزوج عن بعض حقوقه لصالح زوجته فی سبیل الحیاة الرغیدة وبقاء العشرة معه، وتتنازل الزوجة عن بعض حقوقها لزوجها، فتبقى الحیاة الزوجیة سلیمة، ویظل العش الزوجی أمیناً هادئاً، ویعود الوئام الى الاسرة، وهذا ما أمر به القرآن الکریم، فقال تعالى: « وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح علیهما أن یصلحا بینهما صلحا » (النساء: 128).

وأکد ذلک بالمبدأ الاسلامی الخالد، فقال عزّ وجل: « والصلح خیر »، أی خیر من الشقاق والجفاء والنشوز والطلاق الذی هو أبغض الحلال الى اللّه‏، وهو خیر
للزوج وخیر للزوجة، وخیر لهما معاً، وخیر للأمة والمجتمع، وخیر عند اللّه‏ تعالى.

التنازل لمصلحة الأسرة والابناء:

محمود صفوی ـ 45 عاماً ـ طبیب:

ان اهمیة التعاون، تکمن فی انه مؤشر للاحساس بالمشارکة والحب من الطرف الآخر، مما یضفی على العلاقة مزیداً من التماسک والقرب.

قد لا تسمح طبیعة الرجل فی مجتمعاتنا الشرقیة بقبول فکرة «التنازل» أو ممارستها بسهولة، فالولد فی الاسرة عادة ما یأمر أخته، وتستجیب أمّه لکل مطالبه، هذا الشکل من التعامل یشعره ان الآخرین علیهم دائماً أن یضحّوا لأجله ولراحته، أما هو فلا یضحی أو یتنازل، فالتنشئة منذ الصغر، وشکل تعامل الاسرة یکشف ـ الى حد ما ـ ما یمکن أن تکون علیه الشخصیة فی المستقبل.

ولکن هذا لا ینفی، أن یتعاون الرجل، فعلى الاب أن یتنازل عن جزء من وقته لقضاء مهمة لمصلحة الأسرة أو الأبناء، واحیاناً یتنازل الأب لیبذل مجهوداً مضاعفاً لکی یوفّر حیاة أفضل لأسرته ویؤْثِر أولاده وزوجته.

شروط الحیاة المستقرة:

نهى الحکیم ـ 28 عاماً ـ معلمة:

ان القرآن الکریم وضع الزوجین ـ انسانیاً ـ على مستوى واحد، وفی القرارات المنزلیة على مستوى واحد، وفی کل ما یتصل بشؤون البیت والاولاد حتى فطام الطفل، یقول اللّه‏ تعالى: « والوالدات یرضعن أولادهن حولین کاملین لمن أراد أن یتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وکسوتهن بالمعروف لا تکلفّ نفس إلاّ وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلک فإن اراد فصالاً عن تراضِ منهما وتشاور فلا جناح علیهما » (البقرة: 233).


ومعنى هذا ان الفطام لا یخصّ الزوجة وحدها فقط، بل هو مسؤولیة مشترکة بین الطرفین، فلا یحق للزوجة أن تستقل بالرأی، ولیس لزوجها اجبارها على ما یرید، ففطام الطفل یکون عن تراض وتشاور بین الاثنین.

وهکذا الحیاة الاسریة لا تستقیم إن لم یکن هناک فی البیت زوجة ذات خلق ودین وعفة وستر على زوجها وأولادها وعلى ما فی بیتها.

غیر أن هناک من یفهم العلاقة بین الزوجین بصورتها الخاطئة، فیتصرف الرجل کامبراطور ویلقی اوامره دون تفهم، وهذا أمر مغلوط والاسلام منه بریء.

تأثیر وسائل الاعلام:

مهدی الصحاف ـ 43 عاماً ـ استاذ جامعی:

کانت المرأة فی الامس، غایة ما تطلبه من الزواج، هو العیش فی ظل رجل یحمیها من الحاجة المادیة والمعنویة الى الآخرین، ویعطیها فرصة القیام بدورها الاهم فی الحیاة کأم، فی مقابل ما تقدّمه للرجل من رعایة لشؤونه الحیاتیة، فضلاً عن انجاب الابناء وانشاء الاسرة، وکل هذه الامور على اهمیتها تبدو سهلة المنال أمام ما یعقده الزوجان من آمال على مؤسسة الزواج، لیس الامان النفسی والجسدی إلاّ جزءاً ضئیلاً منها، فهما یطلبان الیوم، زیادة على کل ذلک، حیاه‏خصبة ودائمة الحیویة على غرار ما یشاهدونه فی الافلام السینمائیة، ویتوهم غالبیة الازواج ان حیاتهم الزوجیة ان لم تکن على شاکلة تلک الصور المعروفة فهی أقل مما یجب أو مما یستحقون، وهکذا فان دخول الاعلام فی حیاتنا المعاصرة، لعب فی احیان کثیرة دوراً سلبیاً على مستوى تحقیق التوافق الزوجی، لان اغلب الأزواج وهم واقعون تحت تأثیره، یشعرون بالخیبة لأن حیاتهم الزوجیة لم تحقق تلک الاوهام التی اعتقدوا واقعیتها، فانصرفوا عن الترکیز على تجربتهم الشخصیة مع الشریک بوصفها تجربة خاصة مستقلة.


وعلیه.. ینبغی أن یزیل امثال هؤلاء المتوهمین، کل ما علق فی اذهانهم من هواجس نتیجة الوسائل الاعلامیة، ویحکموا على أوضاعهم الأسریة والزوجیة من خلال الواقع الملموس والموضوعی، لتعود حیاتهم مستقلة هانئة لا یعکّر صفوها أی شیء.

التضحیة وحقوق الآخر:

حنان الموصوی ـ 30 عاماً ـ مدرسة علوم دینیة:

کان الازواج قدیماً یأخذون خبرة الزواج من الأب والام، فکانت تأتیهم الخبرة الحیاتیة من الأهل بشکل معین ولصالح الأسرة، ولکن الآن تکاد تکون وسائل الاعلام هی الموجّه للجمیع، وهی ـ للأسف الشدید ـ غالباً ما تبرز بعض المضامین وتجسّد بعض الشخصیات بشکل قد یتسم بالحدّة والصراع الدائم بین الزوجین، من هنا تحدث المحاکاة والتقلید.

وبعدما تحدث المحاکاة یجد المرء ما یبرّر له السلوک الذی یرید، وتحصل المشاحنات الزوجیة.

ان ارتضاء طرفی «العلاقة الزوجیة» بعضها للآخر فی رباط مقدّس، هذا شأنه یتطلب ان یدرک کلاهما ان أی نوع من التضحیة أو الاهتمام بحقوق الآخر لیس تنازلاً شکلیا، کما یحدث فی اشکال العلاقات الاخرى، وانما هو من المودة والرحمة لتدعیم استمرار هذا الشکل الأسری، وهو درجة من الاحترام المتبادل والتقدیر والتفانی والاهتمام.. وینعکس ـ بلا شک ـ تأثیر ذلک على الأبناء.

 

کلمات مضیئة فی شؤون الأسرة

 

«ومن آیاته ان خلق لکم من انفسکم أزواجاً لتسکنوا إلیها وجعل بینکم مودة ورحمة...» سورة الروم: الآیة 21.

«وأمّا حق رعیتک بملک النکاح، فإن تعلم انّ اللّه‏ جعلها سکناً ومستراحاً وأنساً وواقیة، ویعلم ان ذلک نعمة منه علیه، ووجب ان یحسن صحبة نعمة اللّه‏ ویکرمها ویرفق بها وان کان حقّک علیها اغلظ وطاعتک بها الزم فیها احببت وکرهت ما لم تکن معصیة، فانّ لها حقّ الرحمة والمؤانسة وموضع السکون الیها قضاء اللذّة التی لابدّ من قضائها وذلک عظیم...» تحف العقول: ص188.

«خیرکم، خیرکم لنسائه وأنا خیرکم لنسائی» من لا یحضره الفقیه: ص281.

«رحم اللّه‏ عبداً أحسن فیما بینه وبین زوجته» من لا یحضره الفقیه: ص281.

«من اتخذ زوجةً فلیکرمها» مستدرک الوسائل: 2/550.

«أوصانی جبرئیل  علیه‌‏السلام بالمرأة حتى ظننت انه لا ینبغی طلاقها إلاّ من فاحشةٍ مبیّنة» من لا یحضره الفقیه: 3/278.

«اذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل الجنة من أیّ ابواب الجنة شاءت» مکارم الأخلاق: ص200.

«ما استفاد امرؤ فائدةً بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرّه إذا نظر الیها وتطیعه اذا أمرها وتحفظه اذا غاب عنها فی نفسها وماله» مکارم الأخلاق: ص200.

«جهاد المرأة حُسن التبعّل» مکارم الأخلاق: ص200.


«خیرُ نسائکم التی اذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحیاء واذا لبست، لبست معه درع الحیاء» الکافی: 5/324.

«لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشیاء فیما بینه وبین زوجته وهی الموافقة لیجتلب بها موافقتها ومحبتّها وهواها وحسن خلقه معها واستمالة قلبها بالهیئة الحسنة فی عینها وتوسعته علیها، ولا غنى بالزوجة فیما بینها وبین زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهی صیانة نفسها عن کلّ دنسٍ حتّى یطمئنّ قلبه الى الثقة بها فی حال المحبوب والمکروه وحیاطته لیکون ذلک عاطفاً علیها عند زلّة تکون منها واظهار العشق له بالخلابة والهیئة الحسنة لها فی عینه» تحف العقول: ص239.

«الرّجال قوامون على انساء بما فضّل اللّه‏ بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم...» سورة النساء: الآیة 34.

«حق الرجل على المرأة إنارة السّراج واصلاح الطعام وأن تستقبله عند باب بیتها فترحّب به وان تقدّم الیه الطشت والمندیل وان توضّئه وان لا تمنعه نفسها إلاّ مِن علّة» مکارم الاخلاق: ص215.

«لا تؤدى المرأة حق اللّه‏ عز وجلّ حتّى تؤدی حقّ زوجها» مکارم الاخلاق: ص215.

«یشبع بطنها ویکسو جثتّها وان جهلت غفر لها» من لا یحضره الفقیه: 3/279.

«حقّک علیه ان یطعمک ممّا یأکل ویکسوک ممّا یلبس ولا یلطم ولا یصیح فی وجهک» مکارم الأخلاق: ص218.

«إنّ المرأة ریحانة ولیست بقهرمانة، فدارها على کلِّ حالٍ وأحسن الصحبة لها فیصفو عیشک» مکارم الأخلاق: ص218.

«الکادّ على عیاله کالمجاهد فی سبیل اللّه‏» عدّة الدّاعی: ص72.