پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

عمل المرأة

عمل المرأة

 

صحیح أن الرجل یتحمل مسؤولیة الانفاق على الاُسرة، وانه شرعاً لا یجب على المرأة العمل أو تحمّل المسؤولیة فی هذا المضمار؛ ولکن ینبغی على أن یکون للمرأة عمل لأن اللّه‏ سبحانه یمقت من لا عمل له.

یقول الامام الصادق: «إنّ اللّه‏ عز وجل یبغض کثرة النوم وکثرة الفراغ»[194].

وفی حدیث آخر: «کثرة النوم مذهبة للدین والدّنیا»[195].

وکانت الزهراء علیهم‏السلام تعمل وتکدح فی البیت[196].

فالعمل یعد ضروریاً فی شخصیة الانسان سواء کان فی حاجة أو استغنى.. فهو شرف الانسان ومن لا عمل له لا شرف له.

وأنّه من العبث أن یمضی الانسان وقته دون عمل ویصرف عمره فی فراغ وبطالة.

بل إنّ البطالة تؤدی الى فساد الانسان وانحرافه، وحتى اصابته بالامراض والعلل البدنیة والنفسیة.

والأجدر بالمرأة أن یکون لها عمل فی المنزل، فإدارة شؤون البیت والقیام بمسؤولیاته‏الکثیرة عمل شریف یحق للمرأة أن تفخر به.

فالمرأة بطبعها الانسانی وبحنانها الفیّاض وبعاطفتها تستطیع أن تحیل
البیت الى جنّة وارفة الظلال ینعم بها الرجل والأبناء وهذا عمل لا ینهض به الرجل.

وما «أجمل قول رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «جهاد المرأة حسن التبعل»[197].

وسألت أم سلمة رضى‏الله‏عنه سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم عن فضل النساء فی خدمة أزواجهنّ فقال: «أیّما امرأة رفعت من بیت زوجها شیئاً من موضع الى موضع ترید به صلاحاً إلاّ نظر اللّه‏ الیها ومن نظر اللّه‏ الیه لم یعذّبه. فقالت ام سلمة رضى‏الله‏عنه: زدنی فی النساء المساکین من الثواب بابی أنت وأمی فقال: یا امّ سلمة إنَّ المرأة إذا حملت کان لها من الأجر کمن جاهد بنفسه وماله فی سبیل اللّه‏، فإذا وضعت قیل لها: قد غفر لک ذنبک فاستأنفی العمل، فاذا أرضعت فلها بکلّ رضعة تحریر رقبة من ولد اسماعیل.»[198]

واضافة الى الشؤون المنزلیة یمکن للمرأة أن تقضی أوقات الفراغ فی أعمال أخرى والأفضل أن تنتخب لها عملاً منتظماً، کتحقیق ظاهرة ما وتسجل نتائج تحقیقها فی کتاب أو مقالة.. کما یمکنها أیضاً ممارسة هوایات جمیلة کالرسم والخط والتطریز والخیاطة والحیاکة.

فهی لا تملأ وقت فراغها فقط بل تستطیع انعاش دخل الأسرة والاسهام فی تقویة اقتصاد المجتمع.

أما على صعید الصحة النفسیة فان المرأة التی تملأ أوقات فراغها بالعمل أفضل من غیرها، وفی منأى عن الابتلاء بالأمراض النفسیة والعصبیة.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام: «إنّ اللّه‏ عزّ وجلَّ یحبُّ المحترف الأمین»[199].

وعلى کل حال من الأفضل أن تعمل النسوة فی المنازل لأن العمل فی
المنزل لن یؤثر على سیر الاعمال المنزلیة.

أمّا السیدات اللاتی یفضلن العمل خارج البیت أو یضطررن الى ذلک علیهن أن یدرکن أن العمل الذی یتلاءم وتکوینهن الجسمی والنفسی هو العمل الثقافی أو العمل فی المجالات الطبیة.

فهناک مجالات التعلیم والتمریض وکلا المجالین یجنبهن مضار الاختلاط بالرجل، وتصون مثل هذه الاعمال المرأة من الانزلاق والانخداع والاغراء.

وهذه نقاط للسیدات اللاتی یعملن خارج البیت:

1 ـ التفاهم مع الزوج بخصوص فکرة العمل خارج البیت، ونوع هذا العمل لأن من حق الرجل أن یتدخل ویمنع زوجته من مغادرة المنزل، وینبغی على الزوج فی ظروف تضطر زوجته الى العمل لتعزیز دخل الأسرة إلاّ یتشدّد فی هذه المسألة لأن عمل المرأة خدمة للأسرة والمجتمع.

2 ـ التزام الزی الشرعی فی محلّ العمل، والاّ تتزیّن وأن تتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب ما أمکن.

فمیدان العمل میدان سعی لا عرض للازیاء، وکما أن الزی المحتشم یزید من احترام المرأة ویضفی علیها وقاراً، کما أنه یحفظ للحیاة الزوجیة صفاءها ویزید من حب الرجل لزوجته.

3 ـ فی الوقت الذی تعملین خارج المنزل، فإنّ زوجک وابناءک ینتظرون منک الوفاء بالتزامات الحیاة المشترکة والحیاة العائلیة.

ولذا من الأفضل أن یتعاون الجمیع فی تمشیة شؤون المنزل من نظافة وطبخ وغسیل.

ینبغی أن یکون بیتک کسائر بیوت الناس بل وأفضل. لأن العمل خارج المنزل لن یبرر للمرأة تخلّفها عن أداء الاعمال المنزلیة.

لأن العمل خارج البیت لا یتمتع بالاصالة مثلما هو فی المنزل.


کما أن على الأزواج من الذین تعمل زوجاتهم خارج البیت عدم الوقوف مکتوفی الأیدی، أن یساعدوا زوجاتهم.

لأنه لیس من الانصاف أبداً أن تعمل المرأة خارج البیت وتتحمل لوحدها أعباء العمل المنزلی.

4 ـ أما الاطفال الصغار فیتعیّن ارسالهم الى ریاض الأطفال أو ایداعهم لدى أفراد حریصین وطیبین، وحذار ترک الاطفال لوحدهم فی المنزل.

لأن الأطفال تساورهم مخاوف، وقد یعبثون بأشیاء خطیرة مثل الکهرباء.

5 ـ فی حالة انتخاب عمل آخر من الأفضل استشارة الزوج، وفی عملیة الانتخاب تراعى نقطة جوهریة هی محیط العمل الذی ینبغی الاّ یضطر المرأة للاختلاط بالرجال الأجانب إلاّ بقدر معقول.

وفی کل الأحوال المطلوب من المرأة التزام الزی الشرعی والتزام الحشمة فی لون الثوب وفی التعطّر والظهور بدون زینة.

 


[194] الکافی: 5/84.
[195] المصدر السابق.
[196] المصدر نفسه: 84.
[197] بحار الأنوار: 103/247.
[198] المصدر السابق: 5/251.
[199] الکافی: 5/113.