پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الأسرار

الأسرار

 

عادة ما تحرص السیدات على معرفة أسرار أزواجهن، من قبیل مرتّبة موارده الأخرى وعلاقاته وحتى قراراته بشأن المستقبل.. والخلاصة کل شیء.

وفی الوقت نفسه یواجه هذا المیل رغبة مضادة لدى الرجال فی إخفاء بعض الأمور عن زوجاتهم، وعادة ما یؤدی هذا التضاد الى اختلاف زوجی ینفجر فی مناسبة ما.

تشکو السیدة: زوجی لا یثق بی.. یخفی اسراره عنی، لیس صریحاً معی ولدیه مالدیه.. لا یسمح لی بقراءة رسائله ولا أعرف کم هو مرتبه أو ایراده ورصیده فی المصرف، لا یبثنی همومه، یقفز فوق اسئلتی وربّما یکذب علی...

وبالرغم من وجود بعض الرجال الذین یصارحون زوجاتهم بکل شیء ولا یخفون عنهن صغیرة ولا کبیرة..

فان بعضاً من الرجال ولانهم یعرفون جیداً أن زوجاتهم لا تحتفظ بهذه الأسرار وقد تذیعها فأنهم یجتنبون البوح بأسرارهم لهن..

فمن أراد الکشف عن سرّ رجل ما فأن المفتاح فی ید زوجته ومن السهل خداع المرأة واستدراجها للبوح بسرّ زوجها.

ومن المحتمل أیضاً أن بعض النسوة یجنحن الى استغلال هذه الاسرار فی ابتزاز الرجل الذی یقع فی مأزق کلما أراد أن یقول: لا لزوجته فیما لو أرادت شیئاً لا یعتقد هو بضرورته.


والظاهر أن ظنون الرجال فیما یخص عدم البوح باسرارهم الى الزوجات فی مکانها هذا بشکل عام.. لأن المرأة وبحکم تکوینها العاطفی یمکن أن تقع تحت مؤثرات من هذا القبیل.. فتذیع أسرار زوجها.. وقد تصاب بنوبة عصبیة تدفعها الى اتخاذ موقف انتقامی باشهار هذا السلاح وطعن زوجها بالکشف عن أسراره!

لنقرأ هذه الحکایة:

«أقدمت امرأة على الکشف عن بعض اسرار زوجها وأدى ذلک الى اعتقاله لمدّة عام، وفی تبریرها لهذا العمل قالت: لقد لمست منه بروداً فی حبه لی وفعلت ذلک لیحبنی أکثر!! وکان السبب الحقیقی أنها طلبت منه أن یشتری لها عقداً غالیاً فلم یستجب فشکته الى المحاکم بسبب ممارسته الغش فی تسجیل زواجه فساقه ذلک الى السجن»[169].

وعلى هذا فإنّ المرأة إذا أرادت لزوجها أن یکون صریحاً معها فی کل شیء فلتثبت له أنها أمینة على أسراره، وانها لن تبوح لأی أحد سرّاً استودعه إیّاها، حتى لو کان ذلک لأقرب المقرّبین الیه إلاّ باذنه. وعندما یثبت العکس فان العاقل لن یکرر هذه التجربة المرّة والسرّ اذا تعدّى الاثنین شاع.

یقول الامام علی علیه‌‏السلام: صدر العاقل صندوق سّرِه[170].

ویقول فی مناسبة أخرى: «جمع خیر الدینا والآخرة فی کتمان السرّ ومصادقة الاخیار، وجمع الشر فی الاذاعةِ ومؤاخاة الأشرار»[171].

 


[169] جریدة اطلاعات 19 دى 1350.
[170] بحار الأنوار: 75/71.
[171] المصدر السابق: 74/178.