پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

طموحات المرأة

طموحات المرأة

 

الانسان یحیا بالأمل ویطمح الى حیاة أفضل وما ینتقد فی المرء فی مضمار الطموحات تلک التی لا تستند الى أرضیة من الواقع والظروف.

أن یتحول الطموح الى أمل یسعى الانسان تحقیقه أمر لا غبار علیه ولکن المسألة اذا استحال لدى البعض الى مطلب یجب تحقیقه مهما کان الثمن.

لیس من المنطقی مثلاً أن یستدین المرء من أجل توفیر شیء کمالی لیس له أی دور حیاتی.. لأن حیاة المظاهر الفارغة لیست جوهر الحیاة.

سیدتی!

انت سیّدة البیت لیکن همّک ما هو ضروری فی الحیاة.. لیکن فی حسابک أن مرتب زوجک هو میزانیة الاسرة، وفی ضوء هذه المیزانیة لتکن نفقات البیت ومصروف الاسرة.

ابتعدی عن تلک المنافسات التافهة ولا یهمّک ماذا ترتدی فلانة من فساتین وموظات.

لا تحاولی ارهاق زوجک بطلبات تنقض الظهر.. لا تکونی ببغاء تقلّد الآخرین فی کل ما یلبس أو یفرش.. الحیاة أسمى من هذه المظاهر الفارغة.

واذا کان ولا بد من شراء بدلة أو فستان أو أی من اثاث البیت فتسلّحی بالصبر ریثما تتحسّن ظروف زوجک الاقتصادیة فقد یستطیع تحقیق ما تطمحین الیه.

التبذیر وبعثرة النقود والمنافسات التافهة لا تدل على شیء سوى الجهل والأنانیة. ترى امرأة ما شیئاً فی بیت صدیقتها أو جارتها فجأة تقرر شراء مثله وعندما یعجز الزوج عن تحقیق ما تصبو الیه تبدأ سلسلة النقنقة الى أن یضطر الى الاستدانة أو توفیر ذلک الشیء فی شروط البیع المقسّط المجحفة.

وقد تصل تلک الطلبات اللامعقولة واللامحسوبة حدّاً یدفع الرجل الى حلّ المشکلة بعملیة جراحیة خطیرة وهی الطلاق!

ونقرأ فی الصحافة بعض الأخبار منها:

«أقدم رجل على الانتحار وأُنقذ فی اللحظات الأخیرة وعندما أفاق من غیبوبه قال: تزوجت من أعوام.. عملی لا یدرّ علی ایراداً یمکننی من توفیر کل ما تطلبه زوجتی. انها تنکل بی باستمرار ضیقت علیّ الحیاة ففکرة بالانتحار خلاصاً من هذا الجحیم»[71].

واشترطت امرأة على زوجها أما أن یدخن سجائر اجنبیة أو یطلّقها!![72].

إن هذا الصنف من النسوة وللأسف لا یعرف معنى الحیاة الزوجیة.. ربما کان لدیهن تصوّر خاطئ عن الزواج فهن یتصرّفن بصبیانیة وقد یتصوّرن أزواجهن عبیداً یعملون دون أجر أو أسرى محکومین بالاعمال الشاقة! فقد نجد فی بعض الاحیان طموحات لا یمکن لدخل الزوج أن ینهض بها وبل حتى لا یمکن تحقیقها حتى مع استدانة مبلغ ما.

ولذا نرى بعض الازواج یهزمون اخلاقیاً وینزلقون فی طرق غیر مشروعة لتأمین طموحات فارغة لا تشکل رکناً فی ضروریات الحیاة.

ومثل هذه النساء فی الحقیقة عار على المرأة التی ینتظر منها الرجل أن تقف الى جانبة لا أن تضیف أعباءً الى اعبائه.. إنّ على هذا الصنف من النساء أن یدرک ان هذا طریق لا یقود الاّ الى السراب وربّما یؤدی الى الطلاق وعندها تخسر المرأة زوجها وبیتها وتعیش عالة على الغیر.

ولا تحاول المرأة من هذا الصنف أن توحی لنفسها أنها بعد الطلاق قد تتزوج من رجل یستجیب لها ویحقق مطالبها لأن حظ المرأة فی الزواج الثانی سیکون ضئیلاً جداً.

ومن الأفضل للمرأة أن تفکر جیداً قبل أن تجعل من طموحاتها شروطاً فی استمرار حیاتها المشترکة، وأن تدرک أنّ السعادة لیست فی ما تطمح الیه من وانما تکمن فی المحبّة والصفاء والتفاهم والتفانی من أجل دیمومة الأسرة.

المطلوب من المرأة أن تکون ربّة بیت تعرف کیف توازن بین میزانیة الأسرة ونفقاتها، وحتى لوکان زوجها مبذراً فان علیها أن تقنعه بان التبذیر یقود الى نتائج لیست طیبة.

یقول سیدناً محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم.

«أیّما امرأة آذت زوجها بلسانها لم یقبل اللّه‏ منها حرفاً ولا عدلاً ولا حسنة من عملها وکانت أوّل من یرد النّار»[73].

ویقول صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم أیضاً:

«ومن کانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه اللّه‏ عزَّ وجلَّ وشقت علیه وحملته ما لم یقدر علیه لم یقبل منها حسنة تتقی بها النّار وغضب اللّه‏ علیها ما دامت کذلک»[74].

وأیضاً قوله صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«ما استفاد رجل بعد الایمان اللّه‏ أفضل من زوجة موافقة»[75].

 

[71] جریدة اطلاعات 26 مرداد 1349.
[72] المصدر السابق 26 اسفند 1350.
[73] بحار الانوار: 103/244.
[74] المصدر السابق: 76/367.
[75] مستدرک الوسائل: 2/532.