پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

أخلاق الزوجة

أخلاق الزوجة

 

الاخلاق سلوک انسانی یعبر عن صفات الانسان. فالانسان الذی یبتسم للجمیع وهو یتحدث والذی یواجه الاحداث والمشکلات بروح من الصبر والتحمل سیکون انساناً محبوباً من الجمیع.. سیکون له أصدقاء.. أصدقاء کثیرین وسیکون انساناً على جانب من الثقافة الاجتماعیة مما یؤهله لمواجهة صروف الزمن وسیجعل منه بطلاً ینظر الیه الناس بأمل وحب.

یقول الامام الصادق علیه‌‏السلام: «لا عیش أهنأ من حسن الخلق»[56].

اما الانسان المکفهر الوجه العبوس، والذی یفقد توازنه لدى أول هبّة ریح فان حیاته ستکون ملیئة بالمرارة، وسیعذّب نفسه أولاً ثم الآخرین.. الناس ینفرون منه ویتجنبون معاشرته وسیکون عرضه لمختلف الأمراض النفسیة وسیفقد أصدقاءه الواحد بعد الآخر الى أن یبقى وحیداً.

یقول سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«من ساء خلقه عذّب نفسه»[57].

إنّ الأخلاق الحسنة ضرورة اجتماعیة خاصّة فی الحیاة الزوجیة لأنها حیاة مشترکة تحت سقف واحد وفی طریق واحد.


سیدتی!

إن أردت حیاة هانئة طیبة لک ولزوجک وأبنائک فعلیک بالخلق الحسن.. فلتشرق الابتسامة فوق محیاک ولتتهلل أساریر وجهک.. إنک بأخلاقک الرفیعة ستصنعی من بیتک جنّة ورافة الظلال.. الیس من المؤسف أن یحیل الانسان عشّه الى جحیم لا یطاق.. ان اللّه‏ سبحانه أودع فی نفسک من العاطفة والحنان ما یجعلک ملاکاً للرحمة فلا تجعلی من نفسک شبحاً من أشباح العذاب، ولا تحیلی عشک الى سجن تتراکم فیه الظلمات!

ان ضحکة تنبعث من قلبک ستدخل البهجة فی قلوب من حولک.. الیس جمیلاً أن تودّعی ابناءک وهم ینطلقون الى المدرسة بابتسامة تبعث فی قلوبهم الدفٔ إذا کنت محبّة لزوجک فجسّدی حبک بخلق حسن لأن الخلق الکریم هو الضمان الوحید لاستمرار الحیاة المشترکة.

إنّ اکثر حالات الطلاق ناجم من غیاب الانسجام الأخلاقی بین الزوجین وهو الاساس فی نشوب النزاع فی الحیاة الزوجیة.

لنتأمل هذه الاحصائیة فی الأعوام (68 ـ 99)م

فی عام 1968 ومن مجموع 16039 قضیة کانت 12760 قضیة ناجمة غیاب الانسجام الاخلاقی، وفی عام 1969 ومن مجموع 16058 قضیة کانت 11246 قضیة سببها انعدام التفاهم بین الزوجین ومعنى هذا ان 70% من الخلافات الزوجیة سببه غیاب الانسجام الاخلاقی[58].

سیدتی!


ان الخلق الحسن سوف یسقی شجرة الحب وسیدفع زوجک الى الاخلاص لک والعمل من أجلک.. لأن المعاملة الطیبة تبذر روح الأمل فی قلبه وتجعله أکثر ایماناً بالمستقبل.. والاّ فإنه سوف یبحث عن مکان ما ووسیلة ما یهرب بها من حیاة الأسرة والبیت... لنستمع الى هذه الحکایة:

تقدمت امرأة الى هیئة المحکمة بشکوى ضد زوجها وجاء فی الشکوى: إن زإوجی یتناول غداءه وعشاءه خارج البیت.

وقال الزوج فی دفاعه: سبب ذلک ان زوجتی سیئة الخلق وهی أسوأ امرأة فی الدنیا..

وفجأة هجمت المرأة على زوجها وانهالت علیه بالضرب فی حضور أعضاء هیئة الحکم»[59].

وتتصور هذه المرأة الجاهلة إنها بهذا الاسلوب الهابط تستطیع أن تعید زوجها الى البیت.. فی حین لا یوجد سوى طریق واحد وهو فی نفس الوقت یسیر جداً إنه: حسن الخلق.

وهذه حکایة أخرى:

رفعت زوجة شکوى ضد زوجها قائلة: منذ 15 شهراً وزوجی لا یکلّمنی أبداً وحتى مصاریف البیت استلمها عن طریق أمّه!

وجاء جواب الرجل: إنها سیئة الخلق.. لقد ضقت ذرعاً بها فقررت ألاّ أکلّمها وهذا ما فعلته منذ 15 شهراً[60].

إن أکثر المشکلات فی الحیاة الزوجیة یمکن حلّها بالخلق الحسن.. فإذا کان زوجک لم یعد یحبک ولم یعد یحنّ الى البیت.. ویعود متأخراً، وإذا کان یتناول طعامة خارج المنزل.. واذا أصبح عصبیاً واذا بدّد ثروته، واذا اصبح یتحدث عن الطلاق والانفصال وإلى آخره من المشکلات العدیدة فإنّ الحلّ الوحید یکمن فی طریقة تعاملک ومعاشرتک له.. ان الأخلاق الحسنة العالیة تصنع المعجزات.. حاولی أن تجرّبی ذلک.

یقول الامام جعفر الصادق علیه‌‏السلام:

«إن اللّه‏ تبارک وتعالى لیعطی العبد من الثواب على حسن الخلق کما یعطی المجاهد فی سبیل اللّه‏ یغدو علیه ویروح»[61].

ویقول فی مناسبة أخرى:

«ملعونة ملعونة امرأة تؤذی زوجها وتغمّه، وسعیدة سعیدة امرأة تکرم زوجها ولا تؤذیه وتطیعه فی جمیع أحواله»[62].

 

[56] بحار الأنوار: 71/289.
[57] المصدر السابق: 73/298.
[58] جریدة اطلاعات 15 آذر 1350 ه.ش.
[59] المصدر السابق 3 بهمن 1350.
[60] المصدر السابق 3 شهریور 1349.
[61] بحار الانوار: 71/377.
[62] المصدر السابق: 103/253.