پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الحوار التفاهمي

الحوار التفاهمی

 

عادة ما یعیش المرء قبل الزواج حیاة، إمّا أن تکون مستقلّة أو عضواً فی أسرة، یشکل فی أفضل الأحوال عضویته فیها، ولکنه بعد الزواج یکون قد ألف مع شریکه اسرة جدیدة، تنهض على المشارکة والتعاون فی البناء والحیاة.

وبالرغم من التفاوت بین الطرفین على الصعید الاخلاقی والقابلیات والمشارب ونوع التربیة التی تلقیاها، ولکن عقد الزواج من القوّة ما یجعله وسیلة شدّ فی مقابل القوى المذکورة.

وربّما یخامر أحدهما أو کلاهما فی فترة الزواج الأولى أنه بإمکانه أن یفرض على صاحبه الطموحات والتطلعات التی یؤمن بها أی یسعى الى الغاء شخصیة الآخر ودمجها بشخصیته، ولکن هذه الخطوة وهذا اللون من التفکیر غالباً ما یؤدی الى نتائج سلبیة ومعکوسة، ویأتی العناد والنزاع فی طلیعة وبدایة هذا التفکیر والسلوک وقد یتطور لیتخذ شکلاً ثائراً من الرفض یؤدی الى التفکیر بالاستقلال والجنوح الى الطلاق.

ومن هنا فان الطریق المنطقی الذی ینبغی أن یسلکه الرجل والمرأة هو التعرّف على الآخر کانسان له شخصیته وصفاته الذاتیة التی تحدده کانسان له هویة وارساء دعائم برنامج ینهض على الاعتراف به واحترام رأیه، وبالطبع فان التفاهم والحوار سوف یتکفّل فی تحدید شکل هذا البرنامج الحیاتی.

ولأن الحیاة الزوجیة التی یشترک فیها طرفان تتحرک وفق عقد مقدّس یسفر فی الغالب عن تدفق نبع الحب والمودّة فان العلاقات الزوجیة سوف تسیر وفق نزعات اخلاقیة سامیة تنطلق من التضحیة والإیثار والتعاون ومحاولة کل طرف التخفیف من أعباء الآخر.

غیر أنه وفی أسوأ الأحوال یکون المطلوب من الطرفین التفهم المشترک عن طریق الحوار والتفاهم فی جوّ یسوده الصداقة من أجل حیاة بلا نزاع.

وإذا ما تعذّر هذا المستوى أیضاً فان اشراک شخصٍ یتمتع باحترام الطرفین سوف یساعد فی عملیة التفاهم وطرح برنامج حیاتی یحظى برضا الزوجین معاً.

ومن الأفضل فی هذه الحالة تحریر الاتفاق والتوافق فی صورة عهد مکتوب وستکون هذه الخطوة مجدیة تماماً فی حالة القیام بها قبل بروز النزاع لأنه یأتی فی اجراءٍ وقائی أکثر منه فی اجراء علاجی.