پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

إعداد الطعام

إعداد الطعام

 

الطبخ واعداد الطعام فن وذوق.. السیدة وربّة المنزل یمکنها اعداد مائدة ملوّنة غنیة بالفیتامینات بمیزانیة مناسبة..

بعض النسوة ینفقن الکثیر ولکن النتیجة.. لا الطعام شهی ولا هو بالفیتامینات غنیّ..

الخبرة والذوق والسعی یجعل من المرأة طباخة ماهرة تعدّ مائدة شهیة وملوّنة، وفیها کل ما یحتاجه الجسم.

هناک نقطة جدیرة بالاهتمام: انه لا یوجد طعام أشهى من طعام یتناوله المرء على خوان فی منزله مع أفراد اسرته..

عن الامام الصادق علیه‌‏السلام قال: «خیر نسائکم الطیبة الریح، الطیبة الطبیخ التی اذا انفقت انفقت بمعروف، وإن امسکت امسکت بمعروف، فتلک عامل من عمّال اللّه‏ وعامل اللّه‏ لا یخیب ولا یندم»[258].

ولا نرید هنا أن نتحدث عن فن الطبخ لأنه خارج عن عهدة المؤلف ولکن کتب الطبخ متوفرة بقدر لا یترک لذی الأعذار عذراً.. کما أن التجربة أفضل من کل جمیع الکتب.

وبهذه المناسبة نشیر الى نقاط مهمة:


أولها أن الحیاة لیست من أجل الأکل بل العکس.. یأکل الانسان لیعیش ولا یعیش من أجل الأکل والبطن.

فتناول الغذاء من أجل صیانة الجسم من الأمراض وامداده بطاقة الحیاة والسلامة والنشاط.

ویمکن تقسیم الموادّ اللازمة للجسم الى ستة أقسام:

1 ـ الماء. 2 ـ المواد المعدنیة من قبیل: الکالسیوم، الفسفور، والحدید، والیود، والنحاس. 3 ـ المواد النشویة، المواد الدهنیة، البروتینات. 6 ـ الفیتامینات من قبیل فیتامین  B، C ،  Dو K .

ویشکل الماء معظم وزن الانسان وهو یحلّ المواد الجامدة حتى یمکن للامعاء امتصاصها کما وینظم حرارة الجسم.

المواد المعدینة لازمة فی نموّ العظام والأسنان والعضلات.

المواد النشویة والسکریة ضروریة فی انتاج الحرکة، وکذا المواد الدهنیة المواد البروتینیة تساعد فی نمو الجسم وتجدید خلایاه.

الفیتامینات ضروریة فی نمو البدن وتقویة العظام والأعصاب وتنظیم عمل أجهزة الجسم واحتراق الطعام.

وأیّ نقص فی مادة من هذه المواد، یخلّ فی سلامة الجسم ویؤدی الى المرض وبعضها یسبب أمراض نفسیة.

ولذا فإنّ صحة الانسان العامّة البدنیة والنفسیة تتأثر بنوع الغذاء.

وعندما یعی الانسان ماذا یأکل؟ وماذا یحتاج بدنه من الطعام کماً ونوعاً؟ فانه یعیش غالباً فی مأمن من المرض.

لکن مشکلة الانسان تبدأ عندما یکون همّه تناول الأطعمة الشهیة واللذیذة، دون الالتفات الى حاجات بدنه وما یحتاجه جسمه من المواد الغذائیة.

فیکون همّه کیف یملأ معدته بأنواع الأطعمة والاشربة وتکون النتیجة وعکة صحیة، مرض، علّة وتردّد على عیادات الأطباء.

وبعضهم یظن ان الدواء اکسیر الصحة والحیاة فتتضاعف مشکلته ویترک الدواء اضراراً جانبیة تستفحل فی المستقبل وهو لا یدری.

وحقاً ما قالوا ان الانسان یحفر قبره بأسنانه.

یقول سیدنا محمد صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم:

«المعدة بیت کل داء»[259].

تتولّى المرأة فی الغالب عملیة اعداد الطعام، ولذا فان سلامة أفراد الأسرة ترتبط بها.

وفی مثل هذه الحالة تتحمل المرأة مسؤولیة جسیمة، یؤدی التساهل فیها الى نتائج خطیرة.

فقد تعتاد المرأة اعداد بعض انواع الأطعمة دون وعی، کما یؤدی الى اصابة ابنائها بسوء التغذیة.

وهنا ینبغی التأکید على أن یکون هدف المرأة من اعداد الطعام لیس اللذة فقط بل یکون همّها الأول أن تکون المائدة حافلة بالمواد اللازمة لسلامة الجسم ونموّه.

فسیّدة البیت النموذجیة من یکون لها برنامج اسبوعی فی نوع الأکلات المناسبة لأسرتها.

یقول النبی صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم: «حق الرجل على المرأة انارة السراج واصلاح الطعام...»[260].

وسألت امرأة النبی صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم عن فضل المرأة فی عملها البیتی فقال صلى‌‏الله‌‏علیه‌‏و‏آله‌‏وسلم «أیّما امرأة رفعت من بیت زوجها شیئاً من موضع الى موضع ترید به صلاحاً الاّ نظر اللّه‏ الیها ومن نظر اللّه‏ إلیه لم یعذّبه»[261].

وهناک مسألة أخرى فی اعداد الطعام، وهی أن حاجات أفراد الأسرة من المواد الغذائیة لیست متساویة وهنا یدخل العمر لیشکل المحور الأساس فی التفاوت فی حاجات الأفراد.. فالاطفال مثلاً یحتاجون الى المواد المعدنیة من قبیل الکالسیوم، لأنهم فی حالة نمو وهنا، ینبغی على الأم اعداد أکلات غنیة بهذه المادّة.

ولأنهم فی حالة حرکة دائبة وفعالیات متنوعة، فإنّهم بحاجة أیضاً للمواد السکریة والمواد الدهنیة والمواد النشویة لانتاج الطاقة اللازمة.

ویدخل نوع العمل کمحور آخر فی تقریر نوع الغذاء، فالعامل یجب أن یکون طعامه غنیاً بالمواد الدهنیة والسکریة والنشویة أما الموظف فلا یلزمه ذلک، لأنه لا یبذل جهداً عضلیاً کالذی یبذله العامل.

الغذاء فی الشتاء یختلف عنه فی الصیف.. وجبة العشاء تکون أخف من وجبة الغذاء.. والمرأة الحامل تتناول طعاماً یحتاجة الجنین فی نمو یضمن سلامته..

النقطة الثالثة البالغة الاهمیة هو عندما یجتاز الانسان الأربعین من العمر یکون قد دخل مرحلة الکهولة، وهنا یکون عرضة للسمنة: والسمنة لیست
علامة على العافیة.. السمنة مرض یمکن القول انه مرض خطیر..

فالبدانة والسمنة ترشح المصاب بها الى أمراض عدیدة! السکتة القلبیة، ضغط الدم، تصلّب الشرایین، امراض الکلیة، الکبد الصفراء، والسکری والدراسات العلمیة تؤکد فی هذا المضمار إنّ الأشخاص النحاف یعمرون أکثر من السمان البدناء.

فالانسان عندما یجتاز الأربعین یتضاءل نشاطه البدنی وبالتالی فان المواد الدهنیة المعدّة للاحتراق تتجمع فی الجسم وتتکدّس وتؤدی الى السمنة والبدانة.

وأفضل وسیلة للتخلص من السمنة التقلیل من تناول الدهون والمواد النشویة والسکریة.

والمرأة التی تحب زوجها تلاحظ ذلک، وتکون قد أخذت لذلک الوضع أهبته.. فتجری تغییراً أساسیاً فی برنامج الغذاء والطعام الذی تعدّه لزوجها، فتقدم له مائدة مناسبة لسلامته الصحیة.

وعادة ما تکون مشتقات الألبان طعاماً مناسباً، یمکن للمرأة أن تصنع مائدة شهیة ومناسبة لزوجها.

کما ان استشارة طبیب متخصص فی الغذاء مفید جداً.

 

[258] وسائل الشیعة: 14/15.
[259] بحار الانوار: 62/290.
[260] مستدرک الوسائل: 2/551.
[261] بحار الانوار: 103/251.