پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الواحد و العشرون الدليل على التوحيد

الدرس الواحد و العشرون

الدلیل على التوحید

الله واحد، و لیس له فی خلق العالَم شریک.. و الیه تعالى شؤون العالم کلِّهِ، و لیس سواه خالق، و لم یعط الوجودَ غیرُهُ.

إن جمیع الموجودات کبیرها و صغیرها خلقها الله و لم یحتج فی خلقها إلى أحد، و ذلک بالأدلّة التالیة:

الدلیل الأول: اذا کان هناک إلهان أو أکثر لم یخرج ذلک من عدة صور:

الصورة الاولى: أن یخلق کلُ واحد من الخالِقَین. ـ لو افترضنا بوجود الهین ـ جمیع الکائنات بالاستقلال، یعنى أن یُوجَد کلُ کائن مرّتین، و أن یعطی کل اله الوجود له بصورة مستقلّة.

إنّ بطلان هذا الفرض یثبت بأدنى تأمّل، لأنّه لیس لکلّ کائن اکثر من وجودٍ واحدٍ، و لا یمکن أن یکون له أکثر من خالقٍ واحدٍ.

فهو بعدَ أن أعطاه اللّه الوجودَ لا یمکن أن یعطیه آخرٌ الوجودَ أیضاً... لأنّ فی ذلک تحصیلاً للحاصل، و لأنّ تأثیر العلّتین فى معلول واحدٍ مُحال.

الصورة الثانیة: أن یخلق هذان الآلهان الکائناتِ بالتعاون، بحیث یکون کلُ موجود مخلوقاً لهذین الآلهین، و أن یکون کلُ واحدٍ (ای هذین الخالقین) جزءً من العلة الموجودة!!

إنّ الاحتمال المذکور هو الآخر باطلٌ و فاسدٌ، لأنّ تعاون ذینک الالهین للقیام بعملٍ واحدٍ إنْ کان بسبب الحاجة و النقص، و لأجل أنّ کلّ واحد من الآلهین عاجزٌ عن خلق الشی‏ء لوحده، و لا یمکنه من دون مساعدة الآخر ایجاد الشی‏ء المعیّن، فان النقصَ و الحاجة لا یتلاءمان مع الالوهیة؟

و لو قیل: إنّ کلّ واحد منهما قادرٌ بمفرده على أن یخلق العالم، و لکّنهما ـ فی نفس الوقت ـ یتفقان و یخلقان الکون بالتعاون و المشارکة کما یشترک عدة أشخاص أحیاناً فی رفع صخرة واحدة مع أنّ کلُّ واحد منهم قادر على أن یرفع تلک الصَّخرة، بمفرده و من دون مساعدة الآخرین و معونتهم، فإنّ هذا الاحتمال هو الآخر لیس صحیحاً، لأنّ العلّتین أو الفاعلین اللّذین یقدر کلُّ واحدٍ منهما على إتیان عملٍ بمفرده، لو غضّ الطرف عن استقلاله و استعان بالآخر، و قام بالعمل بمعونته، لم یکن ذلک من دون سبب.. فهو إمّا أنّه یرید أن یصرف قدراً أقلّ من طاقته، و إمّا انه یرید أن یتجنب مخالفة الطرف الآخر، و یتخلّص من معارضته له. و إمّا انّ کلَّ واحدٍ منهما یخشى الآخر و یخافه.. و باختصار هو بحاجة الى مساعدة الآخر و معونته فی حین أنّ الاحتیاج و الفقر لا مکان له فی الذات الآلهّیه بشکلٍ من الأشکال.

هذا مضافاً الى أنَّ کل واحدٍ من الآلِهة المفروضة حیث أنّه یعلم بمصالح العالَم، و یقدر على إیجادها، و کما أنّ قدرته و علمه عین ذاته، و لا مکان للبخل فى وجوده، فإنّه یجب أن یکون بالنسبة الى خلق العالَم علةً و خالقاً مستقلاً، و أن یدبره وفق العلم و القدرة.. و فى النتیجة یلزم من ذلک أن یخلق کلُ واحد من الآلهین المفروضَین العالَم بمفرده و على نحو الاستقلال.. فی حین ثبت فیما مضى أنّ تأثیر علّتین مستقلّتین فی معلولٍ واحد محالٌ.

الصورة الثالثة: أنّ الآلهین المفروضین یقتسمان کائنات العالم، فیستقلَّ کلُ واحد منهما بخلق بعض الموجودات ولا یتدخّل فى خلق البعض الآخر.

إنّ هذا الاحتمال باطل أیضاً، لأنَّ کلَّ واحدٍ من الآلهین المفروضین اذا کان یعلم بالمصلحة فى ایجاد البعض الآخر من الموجودات و کان یقدر على ایجادها و خلقها وجب أن یخلقها أیضاً.. و یلزم من ذلک أن یکون المعلول الواحد ناشئاً من علتین مستقلّتین و هذا ما ثبت بطلانه قبل ذلک.

و أمّا اذا لم یکن له علمٌ بالمصلحة، أو لم یقدر على الإیجاد أو بخل بذلک، کان ناقصاً أیضاً، و لم یکن أهلاً للالوهیّة.

الدلیل الثانی: أنّ أحد الآلهین المفروضَین إذا خلق موجوداً، و عزم الآله الآخر على إعدامه، فإن استطاع الآله الأوّل الدفاع عن مخلوقه و منع الآلَه الثانَى من تنفیذ إرادته، کان الثانی عاجزاً، فلم یکن حینئذ إلهاً، و اذا لم یقدر على حمایة مخلوقه کان عاجزاً، و لم یکن حینئذ إلهاً أیضاً.

 

فَکِّروا و اجیبوا

1 ـ ماذا یعنی التوحید؟

2 ـ وضّحوا الدلیل الأوّل توضیحاً جیّداً.

3 ـ وضّحوا الدلیل الثانى توضیحاً جیّداً.