پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الثامن تعلمت من کتاب العلوم درس التوحيد

 الدرس الثامن
تعلمت من کتاب العلوم درس التوحید

عندما جئت إلی المنزل قال لی والدی: أحمد! ماذا دَرستم عصرَ هذا الیوم؟

قلتُ: درَسنا مادّة العلوم.. لقد کان الحدیث عن هضم الطعام.. سأل المعلّم:

هل تعلمون ما هو المریء؟ أین تقع المعدة؟ ما هی وظیفة الأمعاء؟ کیف یُهضَم الطعام؟

و لقد اُعطی التلامید إجابات غیر صحیحة ولا کاملة!

فقال المعلّمُ : حَقِّقوا فی الأسئلة، و حصِّلوا علی إجاباتها الصحیحة الکاملة، ثم اذکروها لزملائکم غداً.

و لقد أتیتُ بکتاب «العلوم» لاُحقّق بمساعدة و الِدی فی هذه الأسئلة. و قد أتی والدی ـ هو الآخر ـ مِن مکتبته بکتابٍ کان یحتوی علی صَور و أشکال کثیرة.

ثم أرانی أحدَ تلک الاشکال و الصور و قال: هل تری هذا الکیس؟

إنّ الغذاء الذی نأکله یصبُّ فی هذا الکیس و اسمه «المعدة».. هل یمکنک أن تقول کیف و من أیّ طریق یصل الطعام إلی المعدة؟

فنظرت الی الشکل

و قلت: من المحتمَّ أنّ الغذاء یصل عبَر هذا هذا الانبوب. قال والدی: نعم، صحیحٌ ما قلتَه تماماً.. إنّ إسمه «المریء».

« المریء» یوصِل الحلق بالمعدة.

هذا الانبوب الآخرَ یوصلُ الحلقَ بالرئتین. فعندما نتنفّس یدخلُ الهواءُ عبرَ هذا الاُنبوب إلی الرئتین.. هل تعرف ما اسمُه؟

فنظرتُ إلی الصورة، و قلتُ: إنّه قصبة الرئة.

قال والدی: إنّ هذا الطریق هو لعبور الغذاء، و هذا الطریق لِعبور الهواء.

فسألتُ: إذا نزل الغذاء من طریق القصبة فماذا یحدث؟

قال والدی: یجب أن لا یدخلَ الغذاءُ فی القصبة و إلاّ لسدَّ طریقَ الهواء، وَ اختنَقنا.

قلتُ: إذن فلماذا لَم نختنق إلی الآن.. فأنا لم أکن أعلمُ قبلَ هذا أنّه یجب أن لا أبتلعَ الطعامَ عن طریق القَصبة الهوائیّة.

قال والدی: بُنّی إنَّ لابتلاع الطعام حکایةً جمیلةً جدّاً.

اُنظر إلی هذا الشکل إنَّ لِلحَلقِ أربعة ممرات و طرق.

1ـ طریق تنتهی إلی الأنف

2ـ طریق تنتهی إلی الفم

3ـ طریق تنتهی إلی الرئتین تسمّی «القصبة الهوائیة».

4 ـ طریق تنتهی إلی المعدة یسمّی «المریء».

و عندما نرید أن نبتلَع الطعام یجب أن تنفتح طریق المریء فقط، و لهذا وضِعَ للحلق بوّابتان: إحدی هاتین البّوابتین تسدّ طریق القصبة، و البّوابة الاُخری تسدّ طریق الأنف.

و تسمّی البّوابةُ التی تغلق طریقَ القصبة «لسان المزمار».

و تسمّی البوّابة التی تغلق طریق الأنف «اللهاة».

نحن بحاجة شدیدة إلی هاتین البَوّابتین.. فاذا لماذا یکون تکن تلک البوّابتان اذن لاختنقنا بأوّل لقمة نرید ابتلاعها.

قلت: إن هی نعمة کبری أننی أمتلک هاتین البوّابتین «لسان المزمار» و «اللهاة» و الاّ لاختنقتُ.

قال والدی: عزیزی أحمد! هل تحتمل أن یکون «لسان المزمار» و «اللهاة» قد وُجِدا بنفسیهما، و مِن دون هدف و غایة؟

قلت: کلاّ... لأنَّ عملَ کلِّ واحدٍ منهما، و هدفَه معلومان تماماً.

أحدهما یسدُّ طریقَ الأنفِ

و الآخر یسدُّ طریق القصبة.

فلکلّ واحدٍ منها هدفٌ معیّنٌ، ووظیفة خاصّة، و لم یوجَدا من دون هدف.. و من المعلوم أنَّ خالِقاً عالِماً خَلَقهما لنا.

قال والدی: أحسنتَ.. صحیح ما قُلتَه تماماً، فانَّ الذی خَلَقنا کان یعلم بکلِّ إحتیاجاتنا، و یعرف بکلّ شیء.

إنه کان یعلم أننا بحاجة إلی القصبة الهوائیّة لأنّنا یجب أن نتنفّسَ کما یجب أن نأکل الطعام.

و کان یعلم أنه یجب أن لا یدخل الطعامُ هذهِ القصبةَ.

و لهذه الغایة خلق لنا «لسان المزمار» حتی إذا أردنا أن نبتلع لقمةً من الطعام یَنسدّ بابُ القصبة، و لا یصبُّ فیها الطعامُ.

إنَّ خالقنا إله علیم قدیر.. إنّه کان یعلم بجمیع ما نحتاج إلیه، و لهذا هَیَّأهُ لنا من قبل.

مثلاً: خَلَقَ فی جدار المعدة آلاف الغُدَد التی تترشّح منها عُصارات خاصّة تصبُّ علی الطعام، من أجل هضمه، حتی یصیر سائلاً.

 

و خَلَقَ لنا الامعاء حتی یدخل الغذاءُ ـ المائعُ الشکل ـ من المعدة فیها، ثم یتّم هضمُ الغذاء، و جذبه، و خلق فینا الصفراء، و لوز المعدة حتی یصبّا علی الطعام سوائل خاصّة تسهِّل عملیّة هضمه و جذبه.. و فی جدران الأمعاء خَلَقَ آلاف الغُدَد الصغیرة التی تصبُّ سوائل خاصة علی الغذاء حتی یُهضَم هضماً کاملاً.

و عندما یُهضَم الغذاء هضماً کاملاً تمتص موادّه الضرویّة بواسطة جدار المعی، و تدخل فی الدّم، و تصل إلی کلّ نقاط البَدَن.

عزیزی أحمد: إنّ الجهاز الهضمی المَنظَّم، و المتناسق لَم یوجَد من لدن نفسه، و من دون خالق، بل هیّأه، و خَلَقه لنا إلهٌ عالِمٌ رحیمٌ.

بأکلنا للطعام نحصل علی القّوة و الطّاقة و یمکننا بواسطتها أن نعیش و نواصل حیاتنا..

إنّ الله العالم الرحیم یمنحنا هذه القوّة و هذه الطاقة عن طریق الجهاز الهضمیّ، فعلینا من أجل أن نشکره، أن نصرف هذه القوّة فی سبیل طاعته، فنأتمر بأوامره، و نتجنب معصیته و ارتکاب المآثم، و نبتعد عن الاخلاق القبیحة، حتی یرضی عنّا جل جلاله، و یهبنا فی الدنیا و الآخرة نِعَمًا أفضل و أجمل.

لقد قال الله فی کتابه:

(وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ لِلْمُوقِنِینَ وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ )(1)!

 

فکّروا واجیبوا

1ـ ما هو الهدف من «لسان المزمار»؟

2ـ ما هو الهدف من «اللهاة»؟

3ـ إذا کنّا لا نمتلک هاتین البوّابتین هل کان فی مقدورنا أن ناکلَ طعاماً؟

4ـ هل خُلِق «لسان المزمار» بنفسه و بلا هدف... و لماذا؟

5ـ مِمَّ یتألف الجهاز الهضمی فی بدننا؟

6 ـ کیف یُهضَم الطعام فی جسمنا؟

7 ـ هل الجهاز الهضمّی مجموعة غیر مترابطة و لا هدف لها؟

8 ـ هل نحن صنعنا هذا الجهاز المنظَّم المتناسق بأنفسنا؟

9 ـ ماذا نستنتج من مشاهدة التناسق و الترابط و الهدفیّة الموجودة فی الجهاز الهضمّی.

10 ـ لکی نحظی بِنَعم إلهیة اکثر و أجمل ماذا علینا أن نعمل؟

 

1 . الذاریات ـ 20 / 21.