پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

علامات الشيعي الحق

تطلق هذه الصفة على الذین یعتقدون بالامامة والخلافة لعلی بن أبی طالب علیه‌‏السلام بعد النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله مباشرة وامامة أحد عشر من ولده ذریة النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وهم یظهرون مودتهم وحبّهم استجابة لأمر اللّه‏ عزوجل فی قوله تعالى:

« قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبى ».

وهؤلاء یعرفون بالشیعة الامامیة الاثنى عشریة الاّ انه تتوجب
الاشارة الى ان اظهار الایمان المفهومی والاعتراف الشکلی لا یکفی فی تحقق المصداق الحقیقی للشیعة وضمان السعادة الاخرویة والنجاة من المهالک الدنیویة وأساساً فان الایمان من دون عمل لیس الاّ مفهوم ذهنی فقط.

ان ذات مفردة الشیعة تنطوی على حالة من الالتزام العملی فالشیعة فی اللغة تعنی المشایعة والمتابعة والسیر على خطى القائد والزعیم والامام وکلمة الشیعة التی وردت فی أحادیث النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله وقوله لعلی عن سبیل المثال: انت وشیعتک الفائزون یوم القیامة تعنی السائرین على خطى علی علیه‌‏السلام بعد وفاة النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله واتسع المفهوم لیشمل اتباع الأئمّة من آل النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله من ولد علی وفاطمة علیهماالسلام.

والعمل من لوازم الایمان الحقیقی فاذا غاب العمل فان الایمان فی هذه الحالة مفهوم ذهنی وصوری وشکلی.

ان المودّة والحب الحقیقی یصاحبه سعی عن ارضاء المحبوب وکیف یمکن أن یکون المحب لأهل البیت صادقاً فی حبّه وهو یخالفهم فی العمل ویعمل على خلاف ارشاداتهم وتعالیمهم؟

ولکی نعرف الشیعة حقّاً من الأفضل أن نراجع أحادیث الأئمّة علیهم‌‏السلام فی ذلک حیث الروایات والأخبار والأحادیث فی هذا المضمار کثیرة وفیما یلی طائفة منها:

عن أبی جابر عن أبی جعفر الباقر علیه‌‏السلام قال لی علیه‌‏السلام:

« یا جابر ! ایکتفی من ینحل التشیع أن یقول بحبّنا أهل البیت؟
فواللّه‏ ما شیعتنا الاّ من اتقى اللّه‏ وأطاعه وما کانوا یعرفون یا جابر الاّ بالتواضع والتخشع والامانة وکثرة ذکر اللّه‏ والصوم والصلاة والبر بالوالدین والتعاهد للجیران من الفقراء وأهل المسکنة والغارمین والایتام وصدق الحدیث الاّ من خیر وکانوا امناء عشائرهم فی الأشیاء ».

قال جابر: فقلت یابن رسول اللّه‏ ! ما نعرف الیوم أحداً بهذه الصفة؟ فقال علیه‌‏السلام:

« یا جابر لا تذهب بک المذاهب حسب الرجل أن یقول احب علیاً واتولاّه ثم لا یکون مع ذلک فعلاً؟ فلو قال: انی احب رسول اللّه‏ ، فرسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله خیر من علی علیه‌‏السلام ثم لا یتبع سیرته ولا یعمل بسننه ما نفعه حبّه ایاه شیئاً فاتقوا اللّه‏ واعملوا لما عند اللّه‏ لیس بین اللّه‏ وبین أحد قرابة أحب العباد الى اللّه‏ عزوجل وأکرمهم علیه اتقاهم وأعملهم بطاعته.

یا جابر واللّه‏ ما یتقرّب الى اللّه‏ تبارک وتعالى الاّ بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على اللّه‏ لأحد من حجة من کان للّه‏ مطیعاً فهو لنا ولیّ ومن کان للّه‏ عاصیاً فهو لنا عدو وما تنال ولایتنا الاّ بالعمل والورع »[148].

وعن فضیل قال: قال أبو عبداللّه‏ ( الصادق علیه‌‏السلام ): بلّغ من لقیت من موالینا عنا السلام وقل لهم:

« انی لا أغنی عنکم من اللّه‏ شیئاً الاّ بورع فاحفظوا ألسنتکم وکفوا أیدیکم وعلیکم بالصبر والصلاة ان اللّه‏ مع الصابرین »[149].

وقال أبو عبداللّه‏ جعفر الصادق علیه‌‏السلام لأحد أصحابه:

« یابن جندب بلغ معاشر شیعتنا وقل لهم لا تذهبن بکم المذاهب فواللّه‏ لا تنال ولایتنا الاّ بالورع والاجتهاد فی الدنیا ومواساة الاخوان فی اللّه‏ ولیس من شیعتنا من یظلم الناس »[150].

وقال الصادق علیه‌‏السلام أیضاً:

« معاشر الشیعة انکم نسبتم الینا کونوا لنا زیناً ولا تکونوا علینا شیناً »[151].

وروى أحد أصحاب الامام جعفر الصادق علیه‌‏السلام قال: سمعت أبا عبداللّه‏ یقول:

« علیک بتقوى اللّه‏ والورع والاجتهاد وصدق الحدیث وأداء الامانة وحسن الخلق وحسن الجوار وکونوا دعاة الى أنفسکم بغیر ألسنتکم وکونوا زیناً ولا تکونوا شیناً وعلیکم بطول الرکوع والسجود فان أحدکم اذا أطال الرکوع والسجود هتف ابلیس من خلفه وقال یا ویله أطاع وعصیت وسجد وأبیت »[152].

وقال هشام الکندی سمعت أبا عبداللّه‏ الصادق علیه‌‏السلام یقول:

« ایاکم أن تعملوا عملاً یعیرونا به فان ولد السوء یعیّر والده بعمله کونوا لمن انقطعتم الیه زیناً ولا تکونوا علیه شیناً »[153].

وقال الامام الحسن العسکری علیه‌‏السلام یوصی الشیعة:

« اوصیکم بتقوى اللّه‏ والورع فی دینکم والاجتهاد للّه‏ وصدق الحدیث وأداء الأمانة الى من ائتمنکم من برّ أو فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمّد صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله صلّوا فی عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وادّوا حقوقهم فان الرجل منکم اذا ورع فی دینه وصدق فی حدیثه وادى الامانة وحسن خلقه مع الناس قیل هذا شیعی فیسرّنی ذلک.

اتقوا اللّه‏ وکونوا زیناً ولا تکونوا شیناً ، جرّوا الینا کلّ مودة وادفعوا عنا کل قبیح فانه ما قیل فینا من حسن فنحن أهله وما قیل فینا من سوء فما نحن کذلک.

لنا حق فی کتاب اللّه‏ وقرابة من رسول اللّه‏ وتطهیر من اللّه‏ لا یدّعیه غیرنا الاّ کذاب.

اکثروا ذکر اللّه‏ وذکر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبی فان الصلاة على رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله عشر حسنات احفظوا ما وصّیتکم به واستودعکم اللّه‏ واقرأ علیکم السلام »[154].

وکتب الامام الصادق علیه‌‏السلام رسالة الى جماعة من شیعته جاء فیها:

« وعلیکم بالمحافظة على الصلوات والصلاة والوسطى وقوموا للّه‏ قانتین کما أمر اللّه‏ به المؤمنین فی کتابه من قبلکم وعلیکم بحب المساکین المسلمین فان من حقّرهم وتکبّر علیهم فقد زلّ عن دین اللّه‏ واللّه‏ له حاقر ماقت وقد قال رسول اللّه‏ صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله: أمرنی ربّی بحب المساکین المسلمین منهم واعلموا ان من حقّر أحداً من المسلمین القى اللّه‏ علیه المقت منه والمحقّرة حتّى یمقته الناس أشدّ مقتاً »[155].

وقال الامام الصادق علیه‌‏السلام:

« یا شیعة آل محمد انه لیس منا من لم یملک نفسه عند الغضب ولم یحسن صحبة من صحبه ومرافقة من رافقه ومصالحة من صالحه ومخالفة من خالفه ، یا شیعة آل محمّد اتقوا اللّه‏ ما استطعتم ولا حول ولا قوّة الاّ باللّه‏ »[156].

ومن الأحادیث هذه وعشرات مثلها نستنتج مما یلی:

1 ـ ان مجرد اظهار التشیع والولاء لأهل البیت علیهم‌‏السلام لا یکفی فی اثبات شیعیة الانسان وتشیّعه ذلک ان أهم علامات التشیع العمل بالوظائف الدینیة واجتناب المحرمات.

2 ـ ان اظهار المودة والمحبة لأهل البیت علیهم‌‏السلام اذا لم یقترن بالعمل
بالواجبات واجتناب السیئات فانه لا یوجب السعادة فی الآخرة والنجاة من المهالک.

3 ـ ان ولایة أهل البیت علیهم‌‏السلام لا تحصل الاّ عن طریق اداء الوظائف الدینیة واجتناب المعاصی.

4 ـ ان کل من أطاع أوامر اللّه‏ عزوجل فهو من محبّی أهل البیت والموالین لهم وکل من عصى اللّه‏ عزوجل فهو عدو لأهل البیت علیهم‌‏السلام حتى لو أعلن ولاءه لهم.

5 ـ ان الأئمّة لا یملکون البراءة من النیران ولا مفاتیح الجنان بحیث یدخلون من یشاءون الجنة أو یسوقون من أرادوا الى النار بل ان الجنّة لمن أطاع اللّه‏ والنار لمن عصاه ومصیر الانسان یتوقف على عمله فی الدنیا.

6 ـ ان الأئمّة علیهم‌‏السلام یحثون أتباعهم وشیعتهم على العمل الصالح وعلى التحلّی بالخلق الکریم لکی ینظر المجتمع نظرة متفائلة وصحیحة الى مذهب أهل البیت علیهم‌‏السلام فی حین ان ارتکاب الذنوب والمعاصی والسلوک السیء یشوّه صورة أهل البیت علیهم‌‏السلام فی اذهان المجتمع.

7 ـ ان النبی صلى‌‏الله‏‌علیه‌‏و‏آله والأئمّة من آله علیهم‌‏السلام کانوا من أهل العمل وکانوا یفعلون الواجبات وینتهون عن المحرّمات بل کانوا یعملون المندوبات وینأون بأنفسهم عن المکروهات وکانوا المثل الأعلى فی الاخلاق الحسنة یشهد على ذلک معاصروهم.

ان على المسلمین وعلى الشیعة خاصّة ان یقتدوا بأولئک الذین طهّرهم اللّه‏ عزوجل ونصبهم للناس قدوة واسوة وأئمّة یدعون الى الحق
وبه یعملون.

ان الاقتداء بهم یعنی سلوک طریق السعادة فی الدنیا والآخرة ولا یوجد طریق آخر غیر هذا الطریق.

وفیما یلی تعریف اجمالی للأئمّة الاثنی عشر المعصومین علیهم‌‏السلام:

[148]. الکافی: ج2، ص74.
[149]. مشکاة الأنوار: ص44.
[150]. تحف العقول: ص314.
[151]. مشکاة الأنوار: ص67.
[152]. الکافی: ج2، ص77.
[153]. المصدر السابق: ص219.
[154]. تحف العقول: ص518.
[155]. تحف العقول: ص327.
[156]. تحف العقول: ص401.