پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

القانون الذي يکفل سعادة الإنسان

 القانون الذی یکفل سعادة الإنسان

من نافلة القول إنّه لا شک فی ضرورة القانون فی الحیاة الاجتماعیة ، ولکن السؤال هنا: ماهو القانون الذی یکفل سعادة الإنسان الحقیقیة ؟ ماهو القانون الذی من شإنه أن یدیر المجتمعات بصورة سلیمة ؟ ما هو القانون الذی یمنع حدوث العدوان و انتهاک حقوق الإنسان ؟

إنّه من الطبیعی انّ کلّّ قانون لا یمکنه أن یرقی إلی هذا المستوی من الطموح ، و إنّ هذا القانون المنشود ینبغی أن یشتمل علی مقوّمات عدیدة ؛منها:

-انسجامه مع ناموس الخلق الإنسانی و احاطته التامّة بالفطرة البشریة ، و ما ینطوی علیه الإنسان من غرائز ومیول و قیم و نزعات.

-ان یقود الإنسانیة نحو الکمال و السعادة الحقّیقیة لاسعادة الأوهام والخیال.

-ان یأخذ بنظر الاعتبار مصلحة البشریة جمعاء و سعادتها بعین الاعتبار ، لا سعادة طائفة أو مجتمع معیّن علی حساب سائر المجتمعات

-ان یبنی الصرح الإجتماعی للبشریة علی أساس من الفضائل الإنسانیة ویقودها نحو غایاتها السامیة ، من أجل أن تکون الدنیا مجّرد ممر وطریق للوصول.

-أن یستوعب بشکل شامل کلّّ صور الحیاة لیحول دون تغلغل صور الاستعمار و الاستغلال و العبودیة و قهر الإنسان لأخیه الإنسان.

-أن لا یغفل بأی شکل من الأشکال الجانب الروحی و المعنوی للحیاة و لا یکتفی بهذا فحسب ، بل یوفّر الجوّ و المناخ المناسب لنمو القیم الأخلاقیة والفصائل النفسیة ؛ لیکون کلّّ ذلک ضمانا ً یحمی الإنسان و یحول دون انحرافه فرداً و مجتمعا عن جادة الصواب.

وإذا أدرکنا شکل القانون العام الذی یلبّی تؤهله أن یکون مشرّعا ً لقانون ما ، یمتلک کلّّ تلک المواصفات التی مرّ ذکرها؟

ستکون الإجابة بالطبع: کلّّا. فأین کلّّ هذه المثل و أین کلّّ هذه الإحاطة والشمولیة و العمق من التفکیر البشری فی مدیاته المحدودة.لننظر أوّلاً مزایا المشرع لتتوضح الصورة أکثر.