پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الثاني: اثبات المعاد ـ الدليل الثاني

الدرس الثانی

 

اثبات المعاد ـ الدلیل الثانی

 

بعض أفراد البشر صالحون محسنون، أبرار طیّبون یحترمون الواجب، و یحسنون العمل... یساعدون أبناء جنسهم.
یبُّرون بالیتامى و الفقراء و المحرومین، ذو أخلاق حسنة.... رحماء صادقون، اُمناء أوفیاء.... لا یظلمون أحَداً، و لا یؤذون النّاس یحبّون العدل، و یعملون به... یدافعون عن حقوق المحرومین و المستضعفین، و ربما یعرّضون أنفسهم لخطر الموت فی سبیل الله... یعملون بواجباتهم بالکامل، و یجتنبون ارتکاب کلّ مخالفة بشدة.

و فریق آخر من الناس طالحون سیئون مسیئون، یظلمون الآخرین، و یعتدون على حقوق النّاس.... سیّئوا الأخلاق.... کذّابون خائنون.... لا یعملون بواجباتهم.... و لا یحترمون وظائفهم.... و لا یتورّعون عن اقتراف أیّ عمل قبیح فی سبیل الوصول إلى الجاه و المنصب، و المال و الثروة، و اللّذة و المجون.

إنّ هذین الفریقین من النّاس کانوا و لا یزالون، و غالباً مّا لا یرون جزاءَ أعمالهم الحسنة أو السیّئة فی هذه الدنیا.

فرُبَّ أشخاص رأیناهم قَضَوا حیاتهم برمّتها فی طریق الظلم و العدوان، و نهب أموال النّاس و المجون و الفسق، ثم یغادرون الدنیا من دون أن یَلْقَوا نتائج أعمالهم السیّئة بصورة کاملة.

و رُبّ أشخاص صالحین طیّبین، أبرار محسنین رأیناهم عاشوا فی غایة العسر و الشدّة، ثم رحلوا من هذه الدنیا من دون أن یروا ثواب أعمالهم بصورة کاملة.

بل ورُبّ اشخاص اجتهدوا فی صعید الجهاد فی سبیل الله و الدفاع عن المحرومین و المظلومین و المستضعفین، و بالغوا فی مکافحة الظالمین، و تطبیق العدالة الإجتماعیّة، و ضَحَّوا بأنفسهم فی هذا الطریق المقدَّس بعد تحمّل شتّى أنواع المتاعب، و نالوا الشهادة من دون أن یحصلوا على فائدة من هذه التضحیات.

و على هذا الأساس فإنّ الأشخاصَ الصالحین المحسِنین من جانب، و کذا الطالحون العُصاة من جانب آخر لا ینتهون فی هذا العالم إلى جزاء أعمالهم الکامل، و لا یتمیّر الصالحون عن الطالحین فی هذه الدّنیا، فهل المحسنون و المسیئون عند الله سواء؟! کلاً أبداً... ألیس هناک بعد هذا العالم عالمٌ آخرٌ حتى یحاسَب المحسنون و المسیئون على أعمالهم، و ینال کلُ فریق جزاءه إن خیراً فخیر، و إنْ شرّاً فشرّ؟

هل تستسیغ عقولُکم أن یکون المحسنون الأبرار الصالحون و المسیئون الاشرار الطالحون بمزلتة سواء؟

هل تنسبون هذا الاحتمال الجائر الی الله الحکیم؟!

إذا لم یکن عالم آخَر بعد هذا العالَم و حیاه اُخری وراء هذه الحیاة فعلی أیّ أمَل یُحسِنُ المحسِنون ؟ و لأیّ سَبَب یجتنبون المعاصی و الذنوب؟

وإذا لم یکن هناک عالمٌ اُخرویٌّ و معاد وحساب، کیف یدعو الأنبیاء النّاس الی الخیرات، و یحذِّرُونهم عن السیئات؟

أساسا اذا لم یکن هناک آخره  و معاد ، و لا حساب و لا کتاب، فأیّ معنی صحیح یکون للحَسَن و لسیِّء؟

اذا لم یکن هناک عالم آخر، و حساب و جزاء کانت حیاة الانسان فی هذه الدنیا لغواً و عَبَثاً.

هل الله القادرُ العالِمُ خَلَقَنا لنعیش فی هذه الدّنیا أیّاماً معدودة لنعمل و نأکل، و نشرب، و نلبس، و نستجیب للشّهوات، ثم نموت، ثمّ لا شیء، و تبقی أعمالُنا و أفعالُنا من دون حساب و جزاء؟ إنّ هذا – من دون ریب – لغوٌ و شیءٌ مخالفٌ لعدلِ الله خالقِ الانسان و الحیاة.

کلّا .... لا یکون کذلک أبداً.. بل إنّ بَعدَ هذا العالم عالماً آخر یُدعی : عالم الآخرة.. هناک فی ذلک العالَم یتمیّز المحسنون عن المسیئین و المطیعون عن العُصاة من الناس.. فیذهب الأبرار المحسنون و المتدیّنون الی الجنّة، و ینالون ثواب أعمالهم الصالح، و یعیشون فی تلک الدار الابدیّة فی جوار عباد الله الصالحین فی غایة السّعادة و الهناء... یرضی الله عنهم، و هم یرضَون عن حیاتهم الجمیله فی الجنّة و ما یعطی لهم من النِعَم غیر الممنونة، و یفرحون بما یمنّ علیهم سبحانه من الألطاف الربانیّة السخیّة.

و یدخل المسیئون الظالمون نار جهنّم و ینالون جزاء أفعالهم السیّئة القبیحة... و تکون لهم حیاة صعبة شقیّة جدّاً، و سیعیشون فی عذاب و عناء شدیدین.

و قد اُشیر الی هذا البرهان فی القرآن الکریم أیضا: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ کَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ کَالْفُجّارِ).[28]

و یقول: (أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ کَالَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْیاهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما یَحْکُمُونَ . وَ خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزى کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ ).[29]

 

فکِّروا و اجیبوا

1 – هل الصالِحون و الطالِحون سواء عند الله؟

2 – هل ینال المحسنون و المسیئون جزاء أعمالهم فی هذه الدنیا بصورة کاملة؟

3 – إذن لم یکن ذلک فاین ینالون جزاء أعمالهم بصورة کاملة؟

4 – اذا لم تکن هناک آخرة فهل یبقی للحسنة و السیئة معنی صحیحٌ؟

5 – اذا لم یکن هناک عالم آخر هل یکون للدعوة إلی الاحسان مبرر صحیحٌ؟

6 – اذا لم یکن هناک عالم اُخرویّ هل تکون حیاتنا مفیدة و معقولة؟

7 – أین یتمیّز المحسنون عن المسیئین؟

8 – أیّ جزاء یلقاه المحسنون فی عالم الآخرة؟

9 – ماذا یلقاه المسیئون من الجزاء یوم القیامة؟

10 – احفظوا الآیات وتعلموا تفسیرها.

 


[28] ص – 28.
[29] الجاثیه – 21 / 22.