پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الرابع عشر صفات الله

 الدرس الرابع عشر
صفات الله

فی الدروس السّابقة تعرّفنا علی أدلّة وجود الله تعالی، و عرفنا أنّ لهذا العالَم «علّة» خلقته و تدیر شؤونه.

و فی هذا الدُروس نتعرّف علی صفات الله، و نعرفه بنحوٍ أفضلٍ.

إنّ صفات الله تعالی تنقسم إلی قسمین: صفات الکمال، و صفات الجلال.

کلُّ ما یکون من صفات الکمال، و من شؤُون أصل الوجود، و مّما یعطیه قیمةً وجودیّةً أکبر من دون أن یستلزم نقصاً و محدودیّةً یسمّی «صفة الکمال و الجمال» مثل: العِلم، و القدرة، و الحیاة و السمع، و البصر، و الإرادة، و التکلم، و غیر ذلک من الصفات.

مثلاً: العِلمُ الذی هو عبارة عن حضور شیءٍ عند العالِم، و ظهوره عنده، و وجوده لدیه، کمالٌ وجودیٌِّ، و لا یکون فی مفهومه أیُّ نقص، و لا یستلزم إثباتُه نقصاً و محدودیّة فی الموصوف به، و إن أمکنَ ظهور ذلک فی بعض المصادیق المحدودة، إلاّ أنّ هذا المفهوم لا یُؤخذ من جانب النقص و المحدودیّة، بل هو شأنٌ من شؤون الوجود، و یؤخذ من الوجود، و بهذه الطریقة تعدّ صفة القدرة و الحیاة أیضاً من صفات الکمال.. فالله تعالی متّصفٌ بجمیع هذه الصفات، و واجد لها جمیعاً.

و تسمّی صفات الکمال بالصفات الثبوتیة أیضاً، لأنها تثبت لله تعالی.

و لقد ذکر العلماءُ أدلّةً و براهین لإِثبات صفات الکمال لله سبحانه، نشیر إلی برهانین منها بسیطین نِسبیّاً:

الدلیل الأوّل: إنّ لهذه الکمالات وجوداً فی الخارج، فالعالَم موجود فی الخارج، و بعض الموجودات عالمةٌ، و القدرة موجودة فی الخارج أیضاً، و بعض الموجودات قادرة، بمعنی أنّها تمتلک القدرة علی أن تأتی ببعض الأفعال.

الحیاة أیضاً موجودة فی الخارج، و بعض الکائنات حیّة و تقوم بأعمالها عن علم «وارادة»، فاذن لصفات الکمال وجودٌ فی الخارج، و هی أیضاً ظاهرة من الظواهر الحادثة، و کلُّ ظاهرة حادثة محتاجةٌ إلی «علّة»، و فاعل یوجِدها ـ کما أسلفنا ـ و ذلک هو «الله» خالق الکَون.

و علی هذا الاساس فکما أنّ کائنات هذا العالَم و ظواهره الحادثة، مرتبطة بالله تعالی فی أصل وجودها، فهی مرتبطة به فی خصوصیّات وجودها و صفاتها الکمالیّة أیضاً، وهو الذّی أعطاها هذا الکمال، و من جانب آخر إنّ معطی الکمال و منشأه یجب أن یکون واجداً لذلک الکمال، و متّصفاً به، بل متّصفاً بأعلی مراتبه و درجاته.

إنّ الله تعالی الذّی وَهَبَ المخلوقات العلمَ و القدرةَ و الحیاة، لا یمکن أن یکون هو فاقداً لها، خلیّاً عنها، فان فاقد الشیء لا یعطیه.

الدلیل الثّانی:من طریق برهان النّظم: أنتم تعرّفتم فی الدروس السّابقة علی النّظام الدقیق و الرائع فی جانب من جوانب الکون، و عرفتم شیئاً من الدقة و الإِتقان المستخدَمین فی الخَلق، کما عرفتم کیف خُلِقَت هذه الظواهر، و تدار فی تناسق و ترابط دقیقَین.

انّ جمیع ظواهر الکون ـ علی الاطلاق ـ جمیلة و متناسقة.

من مطالعة هذا النّظام العجیب و التناسق البدیع نستفید بوضوح انّ خالقَه عالِمٌ قادرٌ حیٌّ أیضاً، و قد خَلَقَ هذا النظامَ الدقیقَ و یدبّره بالعلم و القدرة، و کان فی خَلقه عالماً هادفاً.

إنّ وجود مثل هذا النظام الدقیق الجمیل خیر شاهد علی أنّ خالقه متّصفٌ بالعلم و القدرة و الحیاة، تری هل تستطیع المادّة العمیاء الصَمّاء، و الطبیعة غیر الشاعرة، أن تخلق مثل هذا النظام المتناسق الجمیل، و تدیره و تدّبره؟ هل یمکن أن یصدر کتابٌ علمیٌّ واحد، أو لوحة فنیّة جمیلة، من کائِنٍ غیر شاعر و لا عالم و لا قادر؟ فاذن کیف یمکن أن نحتمل أنّ هذا العالَمَ العَظیمَ، و هذا الکون الفسیح، مع کلّ هذه الأسرار و العجائب، و بمثل هذا التنظیم و التناسق الدقیقین، اوجدته هذهِ الطبیعة غیر الشاعرة، و الفاقدة للإرادة؟

فکِّروا واجیبوا

1ـ عرِّفوا صفات الکمال.

2ـ لماذا تسمّی صفاتُ الکمال بالصفات الثبوتیة؟

3ـ ما الدلیل علی أنَّ الله تعالی متَّصفٌ بصفات الکمال؟

4 ـ وضِّحوا الدلیلَ الأوّل.

5 ـوضحِّوا الدلیلَ الثانی.