الولادة والشهادة
ولد الامام موسى بن جعفر علیهالسلام فی السابع من صفر سنة 128 ه فی قریة تدعى « الأبواء » بین مکة المکرّمة والمدینة النوّرة.
أبو الامام جعفر بن محمد الصادق علیهالسلام واسم امه حمیدة.
اسمه موسى وکنیته أبوالحسن ، أبو ابراهیم ، أبو علی ، أبو اسماعیل.
وألقابه: العبد الصالح ، النفس الزکیة ، زین المجتهدین ، الصابر ، الأمین ، الزاهد ، الصالح وأشهر ألقابه الکاظم.
واستشهد الامام علیهالسلام فی الخامس والعشرین من شهر رجب سنة 183 ه فی سجن السندی بن شاهک أحد سجون بغداد فی عهد هارون الرشید وقد وری جثمانه الطاهر الثرى فی مقابر قریش التی تعرف الیوم بـ« الکاظمیة » وکان له من العمر یومئذٍ خمسة وخمسین عاماً.
عاش فی ظلال والده الصادق علیهالسلام مدّة عشرین سنة ومدّة امامته خمسة وثلاثین عاماً[395].
وبالرغم من أن الامام الکاظم علیهالسلام وبسبب غیاب الظروف المواتیة للتصدّی وبالرغم من انصرافه الى العبادة والعمل والسعی فی نشر العلوم والمعارف الدینیة وارشاد الناس وتربیة التلامیذ ورواة الحدیث بالرغم من کل ذلک الاّ ان خلفاء عصره تعرّضوا له بالمضایقات وفرضوا علیه حالة من المراقبة المستمرة کما تعرّض للاعتقال أکثر من مرّة وکانت تخامرهم الهواجس جرّاء محبوبیته الاجتماعیة وموقعه العلمی والفکری.
استدعی الى بغداد وفرضوا علیه الاقامة فیها لکنهم سرعان ما زجّوا به الى السجن وحاولوا اغتیاله أکثر من مرّة.
وأخیراً اعتقل سنة 179 ه بأمر من هارون الرشید حیث أرسل الى سجن فی مدینة البصرة ثم نقل بعدها الى سجون بغداد حیث مکث فیها مدّة طویلة ینقل من سجن الى سجن أسوأ حتّى انتهى به المطاف الى سجن المطبق الرهیب وبعدها الى سجن باشراف مباشر من مدیر شرطة بغداد یومئذٍ السندی بن شاهک حیث مورست بحقه شتى أسالیب التعذیب والتجویع انتهت الى دس السم فی طعامه واخراج جثمانه فی تابوت ووضعه على جسر من جسور بغداد وعلى نحو مؤسف ثم نقل جثمانه الى مقابر قریش حیث مرقده الآن[396].
النصوص على امامته
وکما أشرنا فی ما مضى حول الأدلّة العامة والخاصّة فی اثبات الامامة للأئمّة الاثنی عشر علیهالسلام الاّ اننا فی کل امام نکتفی بذکر الأدلّة الخاصّة على أساس اننا قد ذکرنا الأدلّة العامة فی مطلع الکتاب وهی تنطبق على کل امام من أئمّة أهل البیت علیهمالسلام ، ولذا فاننا سنتطرق هنا الى النصوص والتصریحات الصادرة عن الامام جعفر الصادق علیهالسلام فی حق نجله الامام موسى بن جعفر علیهماالسلام.
یقول الشیخ المفید رحمهالله:
فممن روى صریح النص بالامامة من أبی عبداللّه الصادق علیهالسلام على ابنه أبی الحسن موسى علیهالسلام شیوخ أصحاب أبی عبداللّه علیهالسلام وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحین رضوان اللّه علیهم المفضل بن عمر الجعفی ومعاذ بن کثیر وعبدالرحمن بن الحجاج والفیض بن المختار ویعقوب السراج وسلیمان بن خالد وصفوان الجمال وغیرهم ممن یطول بذکرهم الکتاب.
وقد روى ذلک من اخوته ( الامام الکاظم ) اسحاق وعلی ابنا جعفر ( الصادق ) وکانا من الفضل والورع على ما لا یختلف علیه اثنان.
عن المفضل بن عمر رحمهالله قال: کنت عند أبی عبداللّه علیهالسلام فدخل أبو ابراهیم موسى علیهالسلام وهو غلام فقال لی أبو عبداللّه: استوص به وضع أمره ( أمر امامته ) عند من تثق به من أصحابک[397].
وعن معاذ بن کثیر قال ( لأبی عبداللّه علیهالسلام ): أسأل اللّه الذی رزق أباک منک هذه المنزلة أن یرزقک من عقبک قبل الممات مثلها ، فقال ( الصادق ): قد فعل اللّه ذلک.
قال معاذ: من هو جعلت فداک؟
فأشار علیهالسلام الى العبد الصالح وهو راقد وقال علیهالسلام:
ـ هذا الراقد.
وهو یومئذ غلام[398].
وروى عبدالرحمن بن الحجاج قال: دخلت على جعفر بن محمد علیهالسلام فی منزله فاذا هو فی بیت کذا من داره فی مسجد له وهو یدعو على یمینه موسى بن جعفر علیهالسلام یؤمن على دعائه.
فقلت له: جعلنی اللّه فداک قد عرفت انقطاعی الیک وخدمتی لک فمن ولیّ الأمر بعدک؟
قال علیهالسلام: یا عبدالرحمن ان موسى قد لبس الدرع واستوت علیه.
فقلت: لا أحتاج بعدها الى شیء[399].
وقال الفیض بن المختار: قلت لأبی عبداللّه علیهالسلام: خذ بیدی من النار ، من لنا بعدک؟
قال ( الفیض ): فدخل أبو ابراهیم وهو یومئذٍ غلام فقال ( الصادق علیهالسلام ):
هذا صاحبکم فتمسک به[400].
وروى منصور بن حازم قال: قلت لأبی عبداللّه: بأبی أنت واُمّی ان الأنفس یغدى علیها ویراح فاذا کان ذلک فمن؟
فقال أبو عبداللّه علیهالسلام: اذا کان ذلک فهو صاحبکم.
وضرب على منکب أبی الحسن الأیمن وهو فیما أعلم یومئذٍ خماسی ( له خمس سنین ) وعبداللّه بن جعفر جالس معنا[401].
وعن عیسى بن عبداللّه ( من ذریة الامام علی أمیرالمؤمنین ) قال: قلت لأبی عبداللّه علیهالسلام: إن کان کون ولا أرانی اللّه ذلک فبمن ائتم؟
فأومأ ( الامام الصادق علیهالسلام ) الى ابنه موسى.
قلت: فان حدث بموسى حدث فبمن ائتم؟
قال علیهالسلام: بولده.
قلت: فان حدث بولده حدث؟
قال علیهالسلام: بولده.
قلت: وإن حدث به حدث وترک أخاً کبیراً وابنا صغیراً؟
قال علیهالسلام: بولده ثم هکذا أبداً[402].
وروى طاهر بن محمد قال: رأیت ( الامام الصادق ) یلوم عبداللّه ابنه ویعظه ویقول له: ما یمنعک أن تکون مثل أخیک ( موسى ) فواللّه إنی لاعرف النور فی وجهه.
فقال عبداللّه: وکیف؟ ألیس أبی وأبوه واحداً واصلی وأصله واحد؟
فقال له أبو عبداللّه علیهالسلام: انه من نفسی وأنت ابنی[403].
وروى یعقوب السراج قال: دخلت على أبی عبداللّه علیهالسلام وهو واقف على رأس أبی الحسن موسى وهو فی المهد فجعل یسارّه طویلاً فجلست حتى فرغ فقمت الیه فقال علیهالسلام:
ـ ادن الى مولاک فسلم علیه.
فدنوت فسلمت علیه فرد علی بلسان فصیح ثم قال لی: اذهب فغیر اسم ابنتک التی سمیتها أمس فانه اسم یبغضه اللّه.
وکانت ولدت لی بنت فسمیتها بالحمیراء ، فقال أبو عبداللّه علیهالسلام:
انته الى أمره ترشد.
فغیرت اسمها[404].
وقال صفوان الجمال: سألت أبا عبداللّه علیهالسلام عن صاحب هذا الأمر؟ فقال علیهالسلام: صاحب هذا الأمر لا یلهو ولا یلعب.
فأقبل أبو الحسن ( موسى علیهالسلام ) ومعه بهمه ( حِمل ) له وهو یقول لها: اسجدی لربک.
فأخذه أبو عبداللّه علیهالسلام وضمه الیه وقال:
بأبی وامی من لا یلهو ولا یلعب[405].
وروى اسحاق بن الامام جعفر الصادق علیهالسلام قال: کنت عند أبی یوماً فسأله عمر بن علی فقال: جعلت فداک الى من نفزع ویفزع الناس بعدک؟
فقال علیهالسلام: الى صاحب هذین الثوبین الأصفرین والغدیرتین وهو الطالع علیک من الباب.
قال ( اسحاق ): فما لبثنا ان طلعت علینا کفان آخذتان بالبابین حتى انفتحا ودخل علینا أبو ابراهیم موسى علیهالسلام وهو صبی وعلیه ثوبان أصفران[406].
وروى محمد بن الولید قال: سمعت علی بن جعفر بن محمد الصادق علیهالسلام یقول: سمعت أبی جعفر بن محمد ( الصادق علیهالسلام ) یقول لجماعة من خاصته وأصحابه:
استوصوا بابنی موسى خیراً فانه أفضل ولدی ومن أخلف من بعدی وهو القائم مقامی والحجة للّه تعالى على کافة خلقه من بعدی[407].
وکتب الشیخ المفید فی نهایة هذا الفصل: وکان علی بن جعفر شدید التمسک بأخیه موسى والانقطاع الیه والتوفر على أخذ معالم الدین منه وله مسائل مشهورة عنه وجوابات رواها سماعاً منه والأخبار فیما ذکرناه أکثر من أن تحصى على ما بیناه ووصفناه[408].
وسأل نصر بن قابوس الامام الصادق علیهالسلام عن الامام من بعده؟
فقال أبوالحسن موسى بن جعفر الامام من بعدی[409].
وکذا روى عن سلیمان بن خالد مثل ذلک فقد سأله عن الامام بعده فأخبره الامام علیهالسلام وأشار الى ابنه موسى علیهالسلام وأمره بالرجوع الیه واقسم له بأنه صاحب الأمر من بعده[410].
وروى داود بن کثیر قال: قلت لأبی عبداللّه علیهالسلام: جعلت فداک وقدّمنی للموت قبلک إن کان کون فالى من؟
قال علیهالسلام: الى ابنی موسى.
فکان ذلک الکون ( وفاة الامام الصادق علیهالسلام ) فواللّه ما شککت فی موسى علیهالسلام طرفة عین قط[411].
وروى محمد بن سنان وأبو علی الزرّاد عن ابراهیم الکرخی انه قال: دخلت على أبی عبداللّه علیهالسلام فانّی لجالس عنده اذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر وهو غلام فقمت الیه فقبلته وجلست فقال أبو عبداللّه علیهالسلام:
یا ابراهیم أما انه لصاحبک من بعدی أما لیهلکن فیه قوم ویسعد آخرون[412].
مناقبه وفضائله
وکان الامام موسى بن جعفر الکاظم علیهالسلام کآبائه فرید عصره فی کماله
الانسانی وحسن أخلاقه وخصاله وقد أثنى علیه معاصروه فقد کان عابداً زاهداً صائماً نهاره قائماً لیله متهجداً فی الأسحار ولطالما تعرّض للأذى والقهر فکان یتألم بصمت ویکظم غیظه حتى اشتهر بالکاظم وهو لدى العراقیین معروف بـ« باب الحوائج » فقد کان یقضی حوائج المحتاجین وما قصده انسان وعاد خائباً وما قصد مرقده بعد استشهاده وعاد خالی الیدین وقد کان اسخى أهل عصره[413].
وقال عنه ابن الصباغ المالکی موسى الکاظم أعبد وأعلم وأسخى وأکرم أهل زمانه وکان یدور على بیوت الفقراء فی المدینة یحمل الیهم الدراهم والدنانیر فکانوا لا یعرفونه[414] حتى اعتقل واستشهد بعد سجن طویل.
وقال ابن حجر العسقلانی فضائله ومناقبه کثیرة[415].
وورد فی تاریخ بغداد: لما دخل هارون الرشید المدینة المنورة توجه لزیارة النبی صلىاللهعلیهوآله ومعه الناس ، فتقدّم الرشید الى قبر رسول اللّه صلىاللهعلیهوآله وقال: السلام علیک یا رسول اللّه !
ـ السلام علیک یابن عم !
مفتخراً بذلک على غیره.
فتقدّم أبو الحسن موسى الکاظم علیهالسلام فقال:
ـ السلام علیک یا رسول اللّه !
السلام علیک یا أبتاه !
فتغیّر وجه الرشید وتبیّن الغیظ فیه[416] ثمّ قال:
ـ هذا هو الفخر[417].
وجاء فی بعض المدونات: کانت قراءته ( للقرآن ) حزناً فاذا قرأ فکأنه یخاطب انساناً[418].
وجاء فی کتاب الارشاد کان أبو الحسن علیهالسلام أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم کفاً وأکرمهم نفساً وکان یصلّی صلاة اللیل ویصلها بصلاة الصبح ثم یعقّب حتى تطلع الشمس ویخرّ للّه ساجداً[419].
وکتب الشیخ المفید: کان أبو الحسن موسى علیهالسلام أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم کفاً[420].
وجاء فی کشف الغمة: کان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لکتاب اللّه عزوجل وأحسنهم صوتاً بالقرآن وکان اذا قرأ یحزن ویبکی ویُبکی السامعین وکان الناس بالمدینة یسمونه زین المتهجدین وسمی بالکاظم لما کظمه من الغیظ وصبر علیه من فعل الظالمین[421].
وهذه قصة تلقی الضوء على جوانب من شخصیته علیهالسلام والظروف السیاسیة والاجتماعیة وعلاقته مع حکام عصره یرویها عبداللّه المأمون ابن هارون الرشید وقد حدثت أثناء زیارة هارون الرشید الى المدینة فی احدى المناسبات التی اصطحب فیها الرشید أولاده الأمین والمأمون والمؤتمن وقد رواها المأمون بعد أن أصبح خلیفة.
قال المأمون لجلسائه:
أتدرون من علمنی التشیع فقال القوم جمیعا لا واللّه ما نعلم.
قال: علمنیه الرشید قیل له وکیف ذلک والرشید کان یقتل اهل هذا البیت.
قال: کان یقتلهم على الملک لان الملک عقیم ولقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدینة تقدم إلى حجابه.
وقال: لا یدخلن علی رجل من اهلالمدینة ومکة من ابناء المهاجرین والانصار وبنی هاشمٍ وسائربطون قریشٍ إلا نسب نفسه فکان الرجل إذا دخل علیه.
قال: انا فلان بن فلان حتى ینتهی إلى جده من هاشمی او قرشی او مهاجری أو أنصاری فیصله من المائة بخمسة آلاف درهم وما د ونها إلى مائتی دینار على قدر شرفه وهجرة آبائه.
فانا ذات یوم واقف إذ دخل الفضل بن الربیع فقال یا امیرالمؤنین على الباب رجل زعم انه موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن ابی طالبٍ علیهالسلام فاقبل علینا ونحن قیام على رأسه والامین والمؤمن
وسائر القواد فقال احفظوا على أنفسکم.
ثم قال: لآذنه ائذن له ولا ینزل إلا على بساطی.
فانا کذلک إذ دخل شیخ مسخد قد انهکته العبادة کانه شن بال قد کلم السجود وجهه وانفه فلما راى الرشید رمى بنفسه عن حمار کان راکبه فصاح الرشید لا واللّه إلا على بساطی فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إلیه باجمعنا بالاجلال والاعظام فما زال یسیر على حماره حتى سار إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إلیه الرشید واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعینیه واخذ بیده حتى صیره فی صدر المجلس واجلسه معه فیه وجعل یحدِّثه ویقبل بوجهه علیه ویسأله عن احواله.
ثم قال یا ابا الحسن ما علیک من العیال؟ فقال یزیدون على الخمسمائة.
قال: اولاد کلهم.
قال: لا اکثرهم موالی وحشم فاما الولد فلی نیِّف وثلاثون الذکران منهم کذا والنسوان منهم کذا.
قال: فلم لا تزوج النسوان من بنی عمومتهن واکفائهن.
قال: الید تقصر عن ذلک.
قال: فما حال الضیعة.
قال: تعطی فی وقت وتمنع فی آخر.
قال: فهل علیک دین؟
قال: نعم.
قال: کم؟
قال: نحو من عشرة آلاف دینار.
فقال الرشید یا ابن عم انا أعطیک من المال ما تزوج به الذکران والنسوان وتعمر الضیاع.
فقال له: وصلتک رحم یا ابن عم وشکر اللّه لک هذه النیة الجمیلة والرحم ماسة والقرابة واشجة والنسب واحد والعباس عمالنبی صلىاللهعلیهوآله وصنو ابیه وعم علی بن ابی طالب علیهالسلام وصنو ابیه وما ابعدک اللّه من أن تفعل ذلک وقد بسط یدک واکرم عنصرک واعلى محتدک.
فقال: افعل ذلک یا ابا الحسن وکرامة.
فقال یا امیرالمؤنین إن اللّه عزوجل قد فرض على ولاة عهده أن ینعشوا فقراء الأمة ویقضوا عن الغارمین ویودوا عن المثقل ویکسوا العاری ویحسنوا إلى العانی وانت اولى من یفعل ذلک.
فقال: افعل یا ابا الحسن.
ثم قام فقام الرشید لقیامه وقبل عینیه ووجهه ثم اقبل علی وعلى الامین والمؤمن فقال یا عبد اللّه ویا محمد ویا إبراهیم قوموا بین یدی عمکم وسیِّدکم خذوا برکابه وسووا علیه ثیابه وشیعوه إلى منزله.
فاقبل ابو الحسن موسى بن جعفر علیهالسلام سرّا بینی وبینه فبشرنی بالخلافة.
وقال لی: إذا ملکت هذا الامر فاحسن إلى ولدی ثم انصرفنا وکنت
اجرأ ولد ابی علیه فلما خلا المجلس قلت: یا امیرالمؤنین من هذا الرجل الذی قد عظمته واجللته وقمت من مجلسک إلیه فاستقبلته واقعدته فی صدرالمجلس وجلست دونه ثم امرتنا باخذ الرکاب له؟ !
قال: هذا إمام الناس وحجة اللّه على خلقه وخلیفته على عباده فقلت یا امیرالمؤنین أو لیست هذه الصفات کلها لک وفیک؟
فقال: انا إمام الجماعة فی الظاهر بالغلبة والقهر وموسى بن جعفر إمام حق واللّه یا بنی إنه لأحق بمقام رسول اللّه صلىاللهعلیهوآله منی ومن الخلق جمیعا وو اللّه لو نازعتنی هذا الامر لأخذت الذی فیه عیناک فإن الملک عقیم.
فلما اراد الرحیل من المدینة إلى مکة امر بصرة سوداء فیها مائتا دینار ثم اقبل على الفضل بنالربیع فقال له اذهب بهذه إلى موسى بن جعفر وقل له یقول لک امیرالمؤنین نحن فی ضیقة وسیأتیک برّنا بعد هذا الوقت.
فقمت فی صدره فقلت: یا امیرالمؤنین تعطی ابناء المهاجرین والانصار وسائر قریش وبنی هاشم ومن لا یعرف حسبه و نسبه خمسة آلاف دینار إلى ما دونها وتعطی موسى بن جعفر وقد اعظمته واجللته مائتی دینار اخس عطیة اعطیتها احدا منالناس؟ !
فقال اسکت لا أم لک فانی لو اعطیت هذا ما ضمنته له ما کنت آمنه ان یضرب وجهی غدا بمائة الف سیف من شیعته وموالیه وفقر هذا واهل بیته اسلم لی ولکم من بسط ایدیهم واعینهم[422].
علمه
کنا قد تحدثنا فی مطلع الکتاب حول ضرورة علم الامام بأمور الدین وشؤونه وان ذلک شرط ضروری فی الامامة ولهذا کان الأئمّة علیهمالسلام یتمتعون بهذه الصفة فی أعلى مستویاتها ولقد کان الامام موسى بن جعفر فی الذروة على هذا الصعید وکان من ألقابه العالم وقد ذاع صیته فی جمیع أنحاء البلاد وقصده طلاب العلم والمعرفة من کل مکان.
یقول ابن الصباغ المالکی: موسى الکاظم کان أعبد وأعلم وأسخى وأکرم أهل زمانه[423].
وفی مناسبة من المناسبات قال الرشید لابنه المأمون: إن أردت العلم الصحیح فهو عند موسى بن جعفر قد ورث علوم الأنبیاء[424].
وکتب الحدیث وما دار من مناظرات بینه وبین حکام عصره تکشف عن جانب من شخصیته العلمیة ، کما یمکن للقارئ الکریم أن یجد من بین ما تطرق له الامام فی بعض المناسبات لا یقتصر على العلوم الدینیة أو الأخلاق والتفسیر والى مستقبل التاریخ بل حتى اسالیب العلاج الطبیعی وخواص بعض المواد الغذائیة والفواکه والخضار.
وقد بلغ عدد رواة الحدیث عنه ما یناهز الستمئة وثمانیة وثلاثین شخصاً[425].
عبادته وعبودیته
کان الامام الکاظم علیهالسلام مثل آبائه الکرام أعبد الناس فی عصره واشتهر بقرائة القرآن بایقاع حزین یبکی السامعین فیشعرون بالخشوع ینفذ فی قلوبهم ونور القرآن یضیء نفوسهم ، وبالرغم من ظلمات السجن الرهیب فی المطبق أسوأ سجون بغداد الاّ اننا نراه یشکر اللّه سبحانه الذی فرّغه للعبادة.
روى الحسن بن محمد بن یحیى العلوی عن جدّه ان موسى بنجعفر انما اشتهر بین الناس بـ« العبد الصالح » لاجتهاده فی العبادة[426].
روى بعض أصحابه ان الامام دخل مسجد النبی صلىاللهعلیهوآله فسجد فی أول اللیل سجدة طویلة کان یکرر فیها: عظم الذنب من عندی فلیحسن العفو من عندک یا أهل التقوى والمغفرة.
فما زال على هذا الحال حتّى طلع الفجر[427].
وقال عنه ابن حجر: کان أعبد وأعلم وأسخى أهل زمانه[428].
والى اشتهاره بالعبد الصالح لعبادته أشار ابن الجوزی الحنفی کذلک[429].
وکذلک الیعقوبی فی تاریخه[430].
وکتب الشیخ المفید فی ارشاده:
کان أبوالحسن موسى علیهالسلام أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم کفاً وأکرمهم نفساً.
وروی: انه کان یصلّی نوافل اللیل ویصلها بصلاة الصبح ثم یعقب حتى تطلع الشمس ویخر للّه ساجداً فلا یرفع رأسه من الدعاء والتمجید حتى یقرب زوال الشمس وکان یدعو کثیراً فیقول: اللّهمّ انی أسألک الراحة عند الموت والعفو عند الحساب وکان یبکی من خشیة اللّه حتى تخضل لحیته بالدموع[431].
وعند ما نقل الامام الکاظم الى سجن السندی بن شاهک وهو سجن خاص کانت أخت السندی تراقب سلوک الامام علیهالسلام فکان من عادته علیهالسلام انه یستغرق فی الحمد والثناء بعد فراغه من صلاة العشاء الى ما بعد منتصف اللیل ثم ینهض لأداء صلاة اللیل فاذا هو مستغرق فیها حتى مطلع الفجر فیصلّی صلاة الفجر ثم یستغرق فی الذکر حتى طلوع الشمس ثم یستریح ثم یستعمل السواک ویتناول طعامه وینام الى قریب الظهر ثم یستیقظ فیتوضأ ویؤدّی صلاة الظهر ثم یصلی النوافل حتى یدخل وقت صلاة العصر فیؤدیها ویبقى مستقبلاً القبلة الى أن تغیب الشمس مستغرقاً بذکر اللّه.
ثمّ ینهض لصلاة المغرب ویبقى جالساً مستقبلاً القبلة لحین دخول وقت صلاة العشاء فیؤدیها وهو بین صلاة العشاءین یؤدی الصلاة
النافلة[432].
وأراد هارون الرشید اغراءه فأرسل الیه فتاة غایة فی الحسن والجمال وقال موفد هارون انها هدیة أرسلها الخلیفة فقال الامام علیهالسلام:
ـ قل له بل أنتم بهدیتکم تفرحون لا حاجة لی فی هذه ولا فی أمثالها.
فاستطار هارون غضباً وقال: ارجع الیه وقل له: لیس برضاک حبسناک ولا برضاک أخذناک واترک الجاریة عنده وانصرف.
ففعل ذلک وأرسل هارون فیما بعد رجلاً یراقب الامام علیهالسلام فاذا هو یراها ساجدة لا ترفع رأسها تقول: قدوس قدوس سبحانک سبحانک !
فأخبر هارون بذلک فأمر باحضارها فأخذها وکانت ترتعد تنظر الى السماء فقال لها هارون.
ـ ما شأنک؟
قالت:
ـ شأنی الشأن البدیع.
ثم راحت تروی ما حصل قالت:
ـ انی کنت عنده واقفة وهو قائم یصلّی لیله ونهاره فلما فرغ من صلاته راح یذکر اللّه ویسبحه ویقدّسه.
فقلت له: یا سیدی هل لک حاجة اعطیکها.
قال: وما حاجتی إلیک؟
قلت: انی ادخلت علیک لحوائجک.
قال: فما بال هؤلاء؟
فالتفت فاذا روضة مزهرة لیس لها آخر وفیها مجالس مفروشة بالوشی والدیباج وعلیها وصفاء ووصائف لم أر مثل وجوههم حسناً ولا مثل لباسهم لباساً علیهم الحریر الأخضر والأکالیل والدر والیاقوت وفی أیدیهم الأباریق والمنادیل ومن کل أنواع الطعام ، فسجدت حتى جاء الخادم.
قال هارون: یا خبیثة لعلّک سجدت فنمت فرأیت هذا فی منامک؟ !
قالت الفتاة: لا واللّه یا سیدی رأیت ذلک قبل سجودی فسجدت من أجل ذلک.
فأمر هارون الرشید بوضعها فی مکان لا یتصل بها أحد وأمر بمراقبتها.
وامضت الفتاة حیاتها بعد ذلک متعلّقة بالصلاة فسئلت عن صلاتها فقالت: هکذا رأیت العبد الصالح.
فسئلت: ومن أین عرفت انه یدعى بالعبد الصالح.
قالت: انی لما رأیت تلک الروضة المزهرة نادتنی الجواری أبعدی عن العبد الصالح.
وقد بقیت الفتاة أیاماً ثم توفیت وذلک قبل استشهاد الامام الکاظم علیهالسلام مسموماً[433].
وروى أحمد بن عبداللّه عن أبیه قال: دخلت على الفضل بن الربیع وهو جالس على سطح فقال لی:
ـ اشرف على هذا البیت وانظر ما ترى؟
( فأشرف على ساحة الدار ) قلت:
ـ ثوباً مطروحاً.
فقال:
ـ انظر حسناً.
فتأملت فقلت:
ـ رجل ساجد.
فقال لی:
ـ تعرفه؟
( قلت: لا ).
قال: هو موسى بن جعفر... اتفقده اللیل والنهار فلم أجده فی وقت من الأوقات الاّ على هذه الحالة.. انه یصلّی الفجر فیعقب الى أن تطلع الشمس ، ثم یسجد سجدة فلا یزال ساجداً حتى تزول الشمس وقد وکّل من یترصد أوقات الصلاة فاذا أخبره وثب یصلّی من غیر تجدید الوضوء ثم یسجد ، فلا یزال یصلّی فی جوف اللیل حتى یطلع الفجر وقال بعض عیونه ( المشرف أو الجاسوس ): کنت أسمعه کثیراً یقول فی دعائه:
اللّهمّ انک تعلم اننی کنت أسألک أن تفرّغنی لعبادتک اللّهمّ وقد
فعلت فلک الحمد[434].
وکان الامام علیهالسلام یقول فی سجوده: « قبح الذنب من عبدک فلیحسن العفو من عندک »[435].
وقد روی عنه علیهالسلام انه کان یستغفر اللّه فی کلّ یوم خمسة آلاف مرّة[436].
انفاقه واحسانه
یقول الشیخ المفید: وکان أوصل الناس لأهله ورحمه وکان یفتقد فقراء المدینة فی اللیل فیحمل الیهم ( المساعدات ) العین ( المساعدات العینیة ) والورق ( المساعدات النقدیة ) والأدقة والتمور فیوصل الیهم ذلک ولا یعلمون من أی جهة هو؟[437]
وروى محمد بن عبداللّه البکری قال: قدمت المدینة أطلب بها دیناً فأعیانی فقلت: لو ذهبت الى أبی الحسن موسى علیهالسلام فشکوت الیه ، فأتیته بـ« نقمی » فی ضیعته ( مزرعة ) فخرج الیّ ومعه غلام مع منشف ( طبق ) فیه قدید مجزع ( قطع من اللحم ) لیس معه غیره ، فأکل وأکلت معه ثم سألنی عن حاجتی فذکرت له قصّتی فدخل ولم یقم ( یتأخر ) الاّ یسیراً
حتى خرج الیّ فقال لغلامه: أذهب ثمّ مدّ یده الیّ فدفع الیّ صرّة فیها ثلاثمئة دینار ثمّ قام وانصرف ورکبت دابتی وانصرفت[438].
وروى عیسى بن محمد بن أشعث القرظی ( شیخ بلغ التسعین من العمر ) قال:
زرعت بطیخاً وقثّاء وقرعاً فی موضع بالجوانیة على بئر یقال لها « أم عظام » فلما قرب الخیر واستوى الزرع بیّتنی الجراد وأتى على الزرع کلّه وکلّه وقد کنت غرمت على الزرع ثمن جملین ومئة وعشرین دیناراً فبینا أنا جالس اذ طلع موسى بن جعفر بن محمد علیهالسلام فسلّم ثمّ قال:
ـ ایش حالک؟
قلت: أصبحت کالصریم ، بیتنی الجراد فأکل زرعی.
قال: وکم غرمت؟
قلت: مئة وعشرین دیناراً مع ثمن الجملین.
فقال: یا عرفة ان لأبی الغیث مئة وخمسین دیناراً فربحک ثلاثون دیناراً والجملان.
فقلت: یا مبارک ! ادع لی فیها بالبرکة.
فدخل ودعا وحدّثنی عن رسول اللّه صلىاللهعلیهوآله انه قال: تمسکوا ببقاء المصائب.
ثمّ علّقت الجملین وسقیته فجعل اللّه فیه برکة وزکت فبعت منها
بعشرة آلاف[439].
وروى جماعة من أهل العلم: ان أبا الحسن ( موسى علیهالسلام ) کان یصل ( یعطی ) المئتی دینار الى الثلاثمئة وکانت صرار موسى ( تضرب ) مثلاً ( بین الناس )[440].
وروی ان المنصور الدوانیقی طلب من الامام موسى بن جعفر علیهالسلام الجلوس فی یوم النیروز واستقبال المهنئین وتسلّم هدایاهم فقال الامام علیهالسلام:
انی قد فتشت الأخبار عن جدّی رسول اللّه صلىاللهعلیهوآله فلم أجد لهذا العید خبراً وانه سنة للفرس ومحاها الاسلام ومعاذ اللّه ان نحیی ما محاه الاسلام.
فقال المنصور:
انما نفعل ذلک سیاسة للجند ، فسألتک باللّه العظیم الاّ جلست فجلس علیهالسلام ( للتهنئة ) ودخلت علیه الامراء والاجناد یهنئونه ویحملون الیه الهدایا والتحف وعلى رأسه ( الامام ) خادم المنصور یحصی ما یُحمل ( من الهدایا ) فدخل آخر الناس رجل شیخ کبیر السنّ فقال له:
یابن بنت رسول اللّه اننی رجل صعلوک ( فقیر ) لا مال لی اتحفک ( به ) ولکن اتحفک بثلاثهأبیات ( من الشعر ) قالها جدّی فی جدّک
الحسین علیهالسلام:
عجبت لمصقول علاک فرنده
یوم الهیاج وقد علاک غبار
ولأسهم نفذتک دون حرائر
یدعون جدّک والدموع غزار
ألاتغضغضت ( تقضقضت ) السهام وعاقها
عن جسمک الاجلال والاکبار
قال الامام علیهالسلام:
قبلت هدیتک اجلس بارک اللّه فیک.
ورفع الامام علیهالسلام رأسه الى الخادم وقال:
امض الى أمیرالمؤمنین وعرّفه بهذا المال ( الهدایا ) وما یصنع به.
فمضى الخادم وعاد وهو یقول ( من قبل المنصور ).
کلّها هبة منی یفعل بها ما أراد.
فقال الامام علیهالسلام للشیخ:
اقبض ( خذ ) جمیع هذا المال فهو هبة منی لک[441].
وجاء فی الروایات:
ان رجلاً من ولد عمر بن الخطاب کان بالمدینة یؤذی أبا الحسن موسى علیهالسلام ویسبّه اذا رآه ویشتم علیاً ، فقال له بعض حاشیته یوماً:
دعنا نقتل هذا الفاجر؟
فنهاهم الامام علیهالسلام عن ذلک أشدّ النهی وزجرهم وسأل عن العمری فذکر انه یزرع بناحیة من نواحی المدینة ، فرکب علیهالسلام الیه فوجده فی مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمری:
لا توطّىء زرعنا.
فتوطّأه علیهالسلام بالحمار حتى وصل الیه ونزل وجلس عنده وباسطه وضاحکه ( مازحه ) وقال له:
ـ کم غرمت على زرعک ( کم أنفقت )؟
قال الرجل:
ـ مئة دینار.
قال علیهالسلام:
ـ فکم ترجو أن تصیب؟ ( کم تأمل أن تربح ).
قال الرجل:
ـ لست أعلم الغیب.
قال علیهالسلام:
ـ انما قلت کم ترجو أن یجیئک فیه؟
قال الرجل:
ـ أرجو أن یجیئنی مئتا دینار.
فأخرج الامام موسى الکاظم علیهالسلام صرّة فیها ثلاثمئة دینار وقال:
هذا زرعک على حاله واللّه یرزقک فیه ما ترجو.
فقام العمری فقبّل رأسه وسأله ( طلب منه ) أن یصفح ( یعفو ) عن فارطه ( ما کان قد بدر منه ) فتبسّم الیه أبو الحسن وانصرف.
وراح الامام علیهالسلام الى المسجد ، فوجد العمری جالساً فلما نظر الیه قال:
اللّه اعلم حیث یجعل رسالته !
( فجاء أصحابه ( أصحاب الرجل العمری مستنکرین تصرّفه ) فوثب أصحابه الیه فقالوا له: ما قضیتک قد کنت تقول غیرهذا؟
فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن ( غیّرت رأیی فی الامام ) وجعل یدعو لأبی الحسن علیهالسلام فخاصموه وخاصمهم.
فلما رجع أبوالحسن الى داره قال لجلسائه الذین سألوه فی قتل العمری:
أیما کان خیراً؟ ما أردتم أم ما أردت؟ اننی اصلحت أمره بالمقدار الذی عرفتم وکُفیت به شرّه[442].
وروی معتّب قال: کان أبو الحسن علیهالسلام یأمرنا اذا أدرکت الثمرة ( نضجت الثمار فی البستان ) أن نخرجها جمیعاً فنبیعها ونشتری مع المسلمین یوماً بیوم[443].
[395]. الارشاد: ج2، ص215 ؛ بحار الأنوار: ج48، ص1، 6، 7 ؛ مطالب السؤول: ج2،ص120 ؛ الفصول المهمة: ص214 ؛ مناقب آل أبی طالب، ج4، ص348 ؛ کشف الغمة:ج3، ص1 ـ 9.
[396]. الارشاد: ج2، ص237 ـ 243.
[397]. الارشاد: ج2، ص216 ؛ کشف الغمة: ج3، ص9.
[398]. الارشاد: ج2، ص217 ؛ کشف الغمة: ج3، ص9.
[399]. الارشاد: ج2، ص217 ؛ کشف الغمة: ج3، ص10 ؛ الفصول المهمة، ص213.
[400]. الارشاد: ج2، ص217 ؛ کشف الغمة: ج3، ص10 ؛ الفصول المهمة، ص213.
[401]. الارشاد: ج2، ص217 ؛ کشف الغمة: ج3، ص10 ؛ الفصول المهمة، ص213.
[402]. الارشاد: ج2، ص218 ؛ کشف الغمة: ج3.
[403]. الارشاد: ج2، ص218 ؛ کشف الغمة: ج3، ص10.
[404]. الارشاد: ج2، ص219 ؛ اثبات الوصیة: ص162 ؛ کشف الغمة: ج3، ص11.
[405]. الارشاد: ج2، ص219.
[406]. المصدر السابق.
[407]. المصدر نفسه: ص220.
[408]. المصدر نفسه: ص220.
[409]. اثبات الوصیة: ص162.
[410]. کشف الغمة: ج3، ص11.
[411]. بحار الأنوار: ج48، ص14.
[412]. المصدر السابق: ص15.
[413]. الفصول المهمة: ص213 ؛ الصوعق المحرقة: ص203.
[414]. الفصول المهمة: ص219.
[415]. تهذیب التهذیب: ج10، ص340.
[416]. تاریخ بغداد: ج13، ص31.
[417]. بحار الأنوار: ج48.
[418]. بحار الأنوار: ج48، ص111.
[419]. المصدر السابق.
[420]. الارشاد: ج2، ص231.
[421]. کشف الغمة: ج2، ص230.
[422]. بحار الأنوار: ج48، ص129 ـ 131.
[423]. الفصول المهمة: ص219.
[424]. مناقب آل أبی طالب: ج4، ص335.
[425]. انظر مسند الامام الکاظم فی ثلاث مجلدات.
[426]. تاریخ بغداد: ج13، ص27.
[427]. تهذیب التهذیب: ج10، ص340.
[428]. الصواعق المحرقة: ص230.
[429]. تذکرة الخواص: ص348.
[430]. تاریخ الیعقوبی: ج2، ص214.
[431]. الارشاد: ج2، ص231.
[432]. تاریخ بغداد: ج13، ص31.
[433]. بحار الأنوار: ج48، ص238 ـ 239.
[434]. مناقب آل أبی طالب: ج4 ، ص343.
[435]. بحار الأنوار: ج48، ص108.
[436]. المصدر السابق: ص119.
[437]. الارشاد: ج2، ص231 ـ 232.
[438]. المصدر السابق ؛ تاریخ بغداد: ج13، ص28.
[439]. تاریخ بغداد: ج13، ص29 ؛ کشف الغمة: ج3، ص7.
[440]. کشف الغمة: ج3، ص19.
[441]. مناقب آل أبی طالب: ج4، ص344.
[442]. تاریخ بغداد: ج13، ص28 ؛ الارشاد: ج2، ص233.
[443]. بحار الأنوار: ج48، ص117.