پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

الدرس الحادي عشر نظرة في عالم الخلق

 الدرس الحادی عشر
نظرة فی عالم الخلق

کلُّ ظواهرِ الکون خُلِقت جمیلة و منظَّمة تخضع لحسابٍ دقیقٍ، و یسود بینها ترابطٌ و تناسق خاص.

أجَل کلُ ظواهر الکون جمیلةٌ إلاّ أنّ الشمس من بین هذه الظواهر تمتاز بمکانة خاصّة.. فهل فکّرتم إلی الآن فی عظمة هذه الظاهرة العظیمة و جمالها الخلاّب؟

اخرُجوا إلی خارج البلد عند طلوع الشمس، أو اصعدوا علی أسطح منازلکم، وانظروا بزوغ الشمس.

اُنظروا کیف تطلع الشمس من وراء الجبال بهدوء شیئاً فشیئاً... و تنشر أشعتها علی السّفوح والوهاد، و الحقول و المزارع بصورةٍ جمیلةٍ و رائعةٍ جدّاً.

ما أعظم هذا الجبال، و هذه الروعة التی تمنحها هذه الکرةُ المشرقةُُ للجبلِ و السَّهلِ و الحقل و المزرعة؟

فکّروا اذا لم تطلع الشمس، و کانت الحیاة لیلاً و مظلمةً دائماً، ماذا کنّا نفعل؟ هل فکّرتم من أین و کیف توجِد هذه الشمسُ کل هذا النور و هذا الحراره؟ هل تعلمون کم هو حجم الشمس؟

إنّ حجم الشمس یعادل تقریباً ملیون مرة قدر حجم الأرض، یعنی لو أنّ کرة الشّمس کانت مفرّغةً لاتَّسَعَت لاحتضان ملیون کرة مثل الکرة الارضیة فی جوفها.

إنّ الحرارة علی سطح هذه الکرة الکبیرة و الملتهبة هی «6000» درجة.. أتعلمون لماذا لا تحترق الکرة الأرضیّة و ما علیها رغم کلّ هذه الحرارة الهائلة؟ لأنّ الشّمس تبعد عن الأرض بمسافة مناسبة و معیّنة و هی (150 ملیون کیلومتر) تکفی لإیصال القدر اللاّزم من النّور و الطاقة إلی الأرض.

هل تعلمون إذا لم تکن المسافة بین الشّمس و الأرض بهذا القدر ماذا کان یحدث؟ ای إذا کانت المسافة بین الشّمس و الأرض أقلّ من هذا المقدار، مثلما إذا کانت نصف المسافة الحالیّة ماذا کان یحدث؟! الذی کان هو أنه لماذا یکون یبق أیّ کائن حیّ علی سطح الأرض، و کانت حرارة الشمس تحرق کلّ النباتات و الحیوانات و الناس و تقضی علیها جمیعاً.

و اما إذا کانت المسافة بین الشَّمس و الأرض اکثر من هذا القدر مثلما إذا کانت ضعف المقدار الحالی ماذا کان یحدث فی هذه الحالة؟ اذن ما کان النور و الحرارة یصلان بالمقدار الکافی إلی الأرض، و لخمد کلُ شیء، وانطفأ، و تثلَّجت المیاه، و لم تعد الحیاة ممکنة، و من الواضح أنّ هذه المسافة، و هذا الترابط مدبر و مقدّر.

بواسطة ضوء الشّمس و حرارتها تنمو سنابل القمح الجمیلة، هکذا کما نراها، و بسبب سطوع اشّعة الشّمس المحرقة تنمو جمیع النباتات و الأشجار، و یتهیّأ للبشر الفاکهة و الغذاء.

إنّ ألوان الطعام و الغذاء التی نستفید منها قد وُجِدت بفضل الطاقة الشّمسیة، التی تُدَّخر فی النباتات و بقیّة الأغذیة، و نحن نأخذ منها القوّة و الطّاقة.

الحیوانات هی أیضاً تستفید من الطاقة المدَّخرة فی النباتات، و تحوِّلها لنا فی صورة الأغذیة الحیوانیة.

مثلاً تأکل العَلَف، و تقدّم لنا اللبن، و نحن نستفید من اللّحم، و المشتقات المأخوذة من اللّن و اللحم.

أنتم، و بملاحظة عظمة الشمس و جمالها، و التفکر فیها، و ملاحظة الفاصلة الدقیقة المدروسة بین الشمس و الأرض، و استفادة النباتات و الحیوانات و البشر من حرارتها وضوئها ماذا تفهمون؟ و ماذا تستنتجون؟ و ماذا تفهمون من مشاهدة الترابط و التناسق العجبیبین السائدین علی جمیع أجزاء الکون؟ ماذا ترونَ؟ هل ترونَ مجموعة غیر منظمة و غیر متناسقة، أو ترونَ مجموعةً مترابطةً و متناسقةً تماماً؟

حتماً تجیبون: إنّا نشاهد مجموعة کبری مترابطةً و متناسقةً تماماً.. و نحن جزءٌ منها أیضاً.

ماذا تستنتجون من الترابط و التنظیم و التناسق الدقیق السائد فی هذه المجموعة الکبری. التنظیم و الحسابُ الحاکم علی جمیع أجزاء هذا العالَم العریض علی ماذا یدلُّ؟

هل یمکن أن نجیب بصورةٍ غیر عاقلةٍ علی هذا السؤال و نقول: إنّ خالق هذه المجموعة العظیمة موجود غیر عالِمٍ و غیر قادر؟

إنّ هذه الإجابة لا یرتضیها ضمیرُنا الیقظ الحیّ، و عقلّنا الواعی أبداً، بل یقول: إنّ التنظیم الدقیق، و الترابط و التناسق فی هذه المجموعة العظیمة آیة واضحة علی عظمة خالقها، و قدرته و علمه، ذلک الخالق الذی استطاع أن یقدّر موجودات العالم مثل هذا التقدیر، و یخلقها، و یتوّقع کلَّ احتیاجاتها، ثمّ خلقها عن وعیٍ و بصیرةٍ کافیة، و جعلها تحت اختیارنا و جَعَل لکلّ واحدٍ منها هدفاً، و طریقاً.

مَن هو ذلک الخالق القدیر العلیم؟

ذلک الخالق القادر العلیم هو «الله» الذی خلق هذه النِعمة لنا، و جعلها فی متناول أیدینا.. سخّر لنا الشمس و القمر و الأرض، حتی نعمّر الأرضَ بجهدنا و نکشف القناع عن أسرار الکون و عجائبه من خلال تحصیل العلم و المعرفة، و نهتدی إلی آیات العظمة الآلهیّة، آیات ربنّا العظیم، و ننظر من خلال هذه الآیات إلی قدرته، و کماله المطلق، ثمن عمد إلی مناجاته فان:

«أجمل حالات الانسان و أسماها هی عندما یعمد إلی مناجاة معبوده، و إذا لم یکن دعاء الانسان و مناجاته مع ربّه ماذا کانت قیمة الحیاة.. نعم لم یکن للانسان أیّة قیمة».

فکّروا فی نشأة اللّیل و النهار، ثم ناجوا مُوجِدَهما العظیم کلّ صباح و مساء، و کل لیل و النهار.

إنّکم تعلمون أنّ اللیل و النهار ینشئان علی أثر حرکة الأرض الوضعیة، فالأرض تدور حول نفسها کلّ یوم و لیلة مرّة واحدة.. نصف الأرض المواجه للشّمس یکون مضاءً، فیکون نهاراً فیه، و النصف الآخر مظلماً فیکون لیلاً.

و مع دوران الأرض حول نفسها کأنّ اللیل یدخل فی النهار، و النهار فی اللیل، و هکذا یتبع اللیلُ النهارَ و النهارُ اللیلَ بانتظام.

فی النهار تنمو النباتات و الاشجار فی ضوء حرارة الشّمس، و یشتغل البشر بأعمالهم و مکاسبهم، و فی سکون اللیل یستریحون، و یستعیدون قواهم، و نشاطهم، و یستعدّون لشوط جدید من الجهد و الکدّ و الخدمة و العبادة. فی الیوم القادم.

هل فکّرتم لو لماذا یکون تُقدَّر الحرکةُ الوضعیة للأرض بهذا التنظیم و الحساب المدروس ماذا کان یحدث؟

لو کانت بعض بقاع الأرض لیلاً، و مظلمةً و باردةً تماماً، و کان البعض الآخر منها نهاراً، و شمسه مشرقة و حارّة أبداً ماذا کان یحدث تُری؟

إنّ ظهور اللیل و النهار هما أیضاً من الدلائل الباهرة و الآیات الظاهرة علی قدرة الخالق و عظمته و علمه.

یقول الله تعالی:

(هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَ الْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِکَ إِلاَّ بِالْحَقِّ یُفَصِّلُ الآیاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ)(1).

(وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَثَّ فِیهِما مِنْ دابَّةٍ وَ هُوَ عَلى‏ جَمْعِهِمْ إِذا یَشاءُ قَدِیر)(2).

(إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْکِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِما یَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْیا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِیها مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِیفِ الرِّیاحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُون)(3).
 


فکِّروا واجیبوا

1ـ من این تکتسب کائنات الارض الطاقةَ؟

2ـ بماذا تنمو النباتات و تثمر؟

3ـ مِن أین تهیّئ الحیوانات طاقتها؟

4ـ هل هناک ارتباط بین الشَّمس و بین النباتات و الحیوانات؟

5 ـ ما هو هذا الارتباط؟

6 ـ إذا کانت الفاصلة بین الشَّمس و بین الأرض أقلَّ مّما هی علیه الآن ماذا کان یقع؟

7 ـ من أین ینشأُ اللیلُ و النهارُ؟

8 ـ ماذا یقع لو أنّ الحیاة کانت لیلاً دائماً أو نهاراً دائماً؟

9 ـ هل العالم مجموعة متناسقة؟ وضِّح ذلک!

10 ـ ماذا تستنتج من هذا الترابط و التناسق؟

11ـ ما هی وظیفتنا تجاه هذه النعمة؟

12 ـ احفظوا الایات و تعلموا ترجمتها و تفسیرها

 

1 . یونس ـ 5.
2 . الشوری ـ 29.
3 .البقرة ـ 164.