پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

رمز العصمة، العصمة في الأحاديث

رمز العصمة

لا تعنی العصمة لدى النبی والامام انتفاء القدرة على ارتکاب الذنب وانعدام عوامل المعصیة أو ان المعصوم اذا قصد ارتکاب الذنب فان اللّه‏ یتدخل على نحو مباشر أو عن طریق الملاک ویسلبه الارادة بل ان المعصومین هم کسائر البشر لهم ما لهم من الغرائز من شهوة وغضب ولدیهم القدرة الکاملة من حیث الارادة على ارتکاب الذنوب والمعاصی والأعمال القبیحة الاّ انهم یجتنبون ذلک ویکمن رمز عصمتهم فی شیئین :

أولاً الایمان والیقین الراسخ باللّه‏ سبحانه وبالیوم الآخر والجنة والنار والثواب والعقاب والحساب والکتاب وجزاء الأعمال.
ثانیاً الشهود الباطنی للآثار والعواقب التی تترتب على القیام بالأعمال القبیحة ، هنا یکمن سرّ العصمة فی هذا الشهود الباطنی لحقیقة ما یقوم به المعصوم من عمل وهذه هبة من اللّه‏ عزوجل.

ورمز العصمة للمعصومین فی مصونیتهم عن الخطأ والنسیان أیضاً یوجد فی نوع علمهم ، ذلک ان علمهم بالحقائق الدینیة هو علم حضوری شهودی ینبع من أعماق ذواتهم التی تنطوی على علم بالصراط المستقیم للانسان ومصادر الأحکام والقوانین الشرعیة اذ هم یشاهدونها فی باطنهم ولا یعتریهم فی ذلک نسیان ولا غفلة والى جانب البناء الجسمانی والمخ والأعصاب الذی خلق على نحو یمکنه ادراک المشاهدات الحضوریة دون زیادة ونقصان وصبها فی قالب تعبیری وابلاغها الى الناس وهذا أیضاً من الألطاف الالهیة.

العصمة فی الأحادیث

فی طلیعة الأدلة على العصمة هو الدلیل العقلی الذی أشرنا الیه آنفاً والى جانب هذا ثمة أحادیث کثیرة حول العصمة وکونها ابرز صفات الامام وردت عن الأئمة أنفسهم ومثالاً على ذلک ما ذکرناه سابقاً من حدیث الامام الرضا علیه‌‏السلام حول صفات الامام وقد جاء فیه أیضاً :
« الامام المطهر من الذنوب والمبرّى من العیوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم ، نظام الدین وعزّ المسلمین وغیظ المنافقین وبوار الکافرین »[62].

وجاء فی مقطع آخر من نفس الحدیث :
« وان العبد اذا اختاره اللّه‏ عزوجل لامور عباده شرح صدره لذلک وأودع قلبه ینابیع الحکمة وألهمه العلم الهاماً فلم یع بعده بجواب ولا تحیّر فیه عن الصواب فهو معصوم مؤید موفق مسدد قد أمن من الخطایا والزلل والعثار یخصّه اللّه‏ بذلک لیکون حجته لعباده وشاهده على خلقه وذلک فضل اللّه‏ یؤتیه من یشاء واللّه‏ ذو الفضل العظیم »[63].

وجاء فی حدیث للامام الصادق علیه‌‏السلام :
« وصفوة من عترة محمد لم یزل مرعیاً بعین اللّه‏ یحفظه ویکلؤه بستره مطروداً عن حبائل ابلیس وجنوده مصرفاً عن قوارف
السوء مبرءاً من العاهات محجوباً عن الآفات معصوماً من الزلات مصوناً عن الفواحش کلها »[64].

وقال أمیرالمؤمنین علیه‌‏السلام :

« وکبار حدود ولایة الامام المفروض الطاعة ان یعلم انه معصوم من الخطأ والزلل والعمد ومن الذنوب کلها صغیرها وکبیرها لا یزل ولا یخطئ ولا یلهو بشیء من الامور الموبقة للدین ولا بشیء من الملاهی »[65].

[62]. اصول الکافی: ج1، ص200.
[63]. المصدر نفسه.
[64]. المصدر نفسه: ص204.
[65]. بحار الأنوار: ج68، ص389.